أنت غير مسجل في منتديات الحب . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
منتديات الحب
توبيكات الحب مكتبة الصور عالم حواء مكتبة الملفات البطاقات واللألعاب مكتبة الجوال دردشة الحب

العودة   منتديات الحب > «°·...•°°·...•° المنتديــات العــامة°·..•°°·...•°» > المنتدى العام

المنتدى العام للحوار في مختلف المجالات المتنوعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-12-2005, 02:07 AM   #73
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


العزوبية .. توترات نفسية أم إنتاجية أعلى؟

* د. منى فياضي

ألتفتُ حولي في الجامعة فأجد الصبايا أكثر عدداً من الفتيان، وأجد أن معظمهن عازبات، والمتزوجات النادرات بينهن تزوجن باكراً. تلفتني هذه الظاهرة منذ فترة بحيث يمكنني القول أن صفوفي، حتى العالية منها (دبلوم، ما يعني الأكبر سناً)، مكونة من طالبات عازبات.
ما السبب؟ لا يمكن أن تكون الإجابة على هذا السؤال بسيطة، كأن أقول أن الفتيات اللواتي يكملن تعليمهن فقط هن العازبات، خاصة في بلد يعتبر ذا طابع شرقي، أي أن الزواج المبكر وتكوين أسرة تعد من الأولويات الاجتماعية. لابد من الاعتراف إذاً بأن واقعنا يتغير، أولويات فتياننا وفتياتنا تتغير. إن نظرة سريعة من حولنا سوف ترينا أن سن الزواج يتأخر من ناحية، وإن عدد العازبين والعازبات يتزايد من ناحية أخرى. وكأن ما يطلق عليه اسم (عانس) صار أبعد في الزمن وأقل إثارة للخوف!
سألت طالباتي عن السبب الذي يبقيهن عازبات وعن نظرتهن إلى الزواج، وسألت الطالب الوحيد الذي كان بينهن، وهذه بعض الإجابات والانطباعات التي كونتها:
سألتني ريما: ((مَن تريدين أن أتزوج؟ معظم الشباب الذين حولنا لا يناسبوننا، لأنهم اشتركوا في الحرب ولم يكملوا تعليمهم، وليس بإمكاني الزواج من شاب لا يتمتع بمستوى فكري وثقافي لائق. أما الباقون الذين كان يمكن أن أتزوج من أحدهم، فقد هاجروا للعمل في الخارج أو لإكمال تعليمهم، وعندما يعود واحدهم يبحث عمن هي أصغر سناً أو يتزوج حيث هو)).
عبرت لمياء عن معاناة متقاطعة ومختلفة، قالت: ((سبب بقائي عزباء حتى الآن (أعمار الطالبات يتراوح بين 22 عاماً و 25 عاماً بشكل عام، لكن هناك البعض من اللواتي يقاربن الثلاثين)، ونحن ست بنات في المنزل، هو أن أمي ترى أن على البنت أن تتسلح بالعلم حتى إذا تزوجت وحصل لها مشاكل زوجية أو مادية يكن باستطاعتها إعالة نفسها. أتى العديد من الخطاب، ولكنها كانت تقول إننا نكمل تعليمنا لأن حالتهم المادية غير جيدة، ولأنهم غير متعلمين. أمي عانت كثيراً، قامت بدور الأب والأم في نفس الوقت، لا تريدنا أن نتعذب في حياتنا. كما نعرف بعض الأشخاص الذين سافروا إلى الخارج. كان بيننا الإعجاب والتفاهم، لكن السفر غير أوضاعهم المادية، وبحثوا عن بنات من مستواهم الجديد. يطلبون الآن شقة ولا يهمهم المعاشرة أو الجمال. لكنني لم أتأثر كثيراً، يجب على واحدتنا أن لا ترتبط بأحد، وعلينا أن نكون أكثر واقعية في هذه الحياة. السعادة نحن مَن نبنيها ولا تهبط من فوق ولا يهم إذا كان البيت صغيراً. النجاح يكمن في العمل على الاستمرارية. ليس الحب هو الأساس بل التفاهم)).
علي، الشاب الوحيد في تلك الجلسة، رفض الزواج من ابنة عمه الموجودة في تركيا والذي أراد أبوه تزويجه إياها، رفض لأنه لم يرها ولا يعرفها. علي يقول: ((لن أتزوج بدون حب أكيد ومتبادل، خطبة 6 أشهر لا تكفي قد تظهر على غير ما هي عليه، أنا متحرر نوعاً ما، أخرج مع الفتيات، لكن لا أقيم علاقات جنسية، يجب أن أتعرف جيداً على مَن سوف أتزوجها)).
تعلق الفتيات أنهن لا يردن الخروج مع الشباب، لأن المسألة تبدأ بالخروج ثم تنتهي بالغرام. ليس الجميع هكذا، لكن غاية الكثير من الشباب هو الجنس.
لينا (22 عاماً) تجد أن الوقت مبكر جداً الآن للزواج، لكنها لن تختار مَن هو أكبر منها، أو أصغر، بعشر سنوات. أعجبت بكثير من الشبان كما تقول، لكن أكثر شخص تأثرت به منذ سنة ونصف بسبب شخصيته القوية، يقولون لها أنه لا يناسبها، لأنه يقوم بعمل يدوي. احتارت لينا فترة طويلة لكنها خطبت إلى ذلك الشاب بعد تردد، وقررت أن تغلب الحب.
تتساءل ناديا إن كان على الفتاة الزواج. تقول إن الأمر ليس إلزامياً، لكن من الأفضل لو يحصل ذلك. رفضت بعض الأشخاص لانعدام التفاهم.
سناء المتزوجة (34 عاماً)، تزوجت منذ 15 عاماً، بعد قصة حب وغرام، رفض الأهل في البداية لأنها صغيرة، لكنهم عادوا وقبلوا. تقول كان الوقت مختلفاً، لم يكن غنياً بل موظفاً. تقول سناء إنهم الآن يفكرون بعقلهم أكثر، بينما بنات جيلها لم يكن يقبلن الزواج دون الغرام وعلاقة الحب. لكنها تفكر أنها لو خيرت فلن تعيد الكرة. لأنها تتعذب الآن وتقضي وقتها في الركض، لأنها أم لثلاثة أولاد وموظفة، وتتابع تعليمها في نفس الوقت. الآن تفضل أن تختار زوجاً مرتاحاً مادياً وليس الغرام.
سألت بعض الطالبات في صفوف أخرى، هل تشعر واحدتهن بأنها تأخرت حقاً عن الزواج وهل تخاف بأن توصف بالعانس وهل تقوم بتضحيات معينة كي لا تبقى عزباء؟
اتصلت بي حديثاً صحافية من أجل حديث، وحصل حوار بيننا سألتها خلاله إن كانت متزوجة، نفت الأمر وعندما اعتقدت أنها لا زالت صغير علقت أنها تبلغ الرابعة والثلاثين من العمر، وإنها لا تفكر بالزواج بل تسعى إلى تحقيق ذاتها والتفرغ إلى الكتابات الفلسفية. لهذه الصحافية أختان واحدة فقط منهما متزوجة.
يتبين لي أن الفتيات لم يعدن يخفن كثيراً من فكرة البقاء دون زواج ولسن على استعداد لتقديم كل التنازلات الممكنة للحصول بأي ثمن على مرتبة زوجة. لكن من الواضح أن العقلانية (بمعنى آخر البراغماتية) هي الغالبة، وشعار الحب مع الخبز والزيتون لم يعد هو السائد. لكن هناك أيضاً متطلبات متعارضة، الحيرة بين الاستقرار والحب، بين الراحة المادية والغرام، وعندما يكون القرار بيد الشخص، كما هو حال علي، فإنه يقرر الزواج عن حب، ربما لأنه أكثر رومنطيقية أيضاً؟
لم يعد ممكناً على الأجيال الجديدة تقبل تدخل البالغين المستمر أو احتمال وجودهم الدائم. لم يعد ممكناً أيضاً تحمل فكرة إمكانية مشاركة منزل الزوجية مع أحد ولو لفترة محددة: نموذج ندى طلاقها قبل أن تتزوج، بسبب موقف الأخت والأسرة.
وبينما كان تكوين الأسرة هو أحد أهم أسباب الزواج، يتم البحث الآن عن تحقيق الذات وعن الاستقلالية وإمكانية الاستمرار اعتماداً على النفس، بدليل موقف سناء التي لا تكتفي بكونها أماً وزوجة وموظفة، بل تريد شيئاً آخر أيضاً، وهو البحث عن ذاتها.
كذلك موقف أم لمياء من اعتبار أن الأولوية هي لتعليم بناتها لضمان مستقبلهن، إذ لم يعد المستقبل مرتبطاً فقط بحسن اختيار الزوج، بل بالمهنة بإمكانية الاستقلالية.
من الملاحظ أيضاً ضياع الأوهام حول الزواج: ((الحب الذي لا يدوم))، أو تطلب الواقعية، وإن السعادة تبني ولا تهبط علينا من فوق، السعادة التي تصبح أحد أهم أولويات الأفراد.
لم يعد الزواج بأي ثمن أولوية مطلقة، فتياتنا يعطين لأنفسهن الوقت الكافي للتفكير، ويتطلبن شريكاً كفؤاً على الأقل إذ لم يكن مكتفياً مادياً.
يبرز هنا مفهومي العلم والعمل وضرورتهما المطلقة، لم يعد الزواج هو صمام الأمان، بل العلم والعمل. لذا تم تعد فكرة إيجاد زوج بأي ثمن سائدة أو مثار نقاش تفضل الفتيات الآن الاعتماد على أنفسهن. يراودهن طبعاً حلم الحب والزواج عن حب، لكن ذلك لن يعني الجنون أو التضحية بكل شيء من أجله، العقل يبدو في أحسن حالاته الآن.
تعبير ((عانس)) لم يعد فزاعة لأحد، ولم يعد يطل برأسه مبكراً جداً على كل حال. يتم توطيد النفس على العزوبية ولو لفترة، ولم تعد الفتاة على ما يبدو زائراً آنياً سرعان ما يترك الأسرة.
السؤال: ما هو الأثر الذي سوف يتركه هذا الوضع على العلاقات داخل الأسرة وبين الجنسين؟ كيف ستتحول بنية الأسرة؟ هل سوف تنعكس انحساراً ديموغرافياً؟ أم علاقات خارج الأطر التقليدية؟ أم توترات نفسية؟ أم إنتاجية أعلى؟ أم ماذا؟ ذلك كله خاضع للنقاش.






 


قديم 08-12-2005, 02:08 AM   #74
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


العلاقة الزوجية بين الرومانسية والجنس

يخلط كثير من الأزواج، والزوجات أيضاً بين الرومانسية والجنس، ويقعون بذلك في خطأ كبير، تنعكس آثاره على العلاقة الزوجية
فتسبب تشويهاً للكثير من المفاهيم وإساءة إليها وذلك لأن العلاقة الزوجية، وإن كانت تقوم أساساً على الحب والتعاطف وتلاقي إرادتين حرتين لإنشاء الحياة الزوجية والإنجاب، فإن عقد الزواج ليس ترنيمة خيالية ولا قصيدة شاعرية بل هو تشريع حكيم وفيه حقوق وواجبات ومسؤوليات وفيه تكوين للأسرة وإغناء للمجتمع.
ومع أن الرومانسية والممارسة الجنسية الزوجية على صلة وثيقة، فإن كلاً منهما مستقل عن الآخر، ولا ينبغي ربط أحدهما بالآخر دائماً وحتماً، فالرومانسية أسلوب حياة وطريقة تفكير تتسم بالإبداع وعشق الجمال والقيم المثالية.
ولا يبتعد الحب الزوجي الراقي كثيراً عن هذه السمات، حيث إن الزواج هو التحقق الفعلي السامي للحب بين الرجل والمرأة، وهذا ما يؤكده قول الفاروق عمر رضي الله عنه: لم أر للمتحابين مثل الزواج.
ولكن الزواج ليس ممارسة الجنس فحسب، وإن كان الجنس يمثل جانباً كبيراً وهاماً منه، وتبقى الحياة الزوجية أوسع مدى وواجبات ومسؤوليات ومشاعر من مجرد الممارسة الجنسية.
وحتى الحياة الجنسية الزوجية ليست مقتصرة على الجماع، بل هي تشمل كل المظاهر والأفعال الحبية التي تعبر عن عمق العلاقة بين الزوجين وتلاقي العواطف والقلوب والعيون والرغبات في انسجام واتساق دون تصادم أو إلغاء للآخر أو تجاهل له.
وهكذا فإن الحب الجنسي الزوجي الرومانسي هو حالة دائمة لدى كل من الزوجين وممارسة يومية سواء أكان في هدف أحدهما أو كليهما ممارسة الجنس أم لا.
فإذا كان هدف الزوج من تصرف رومانسي معين كتقديم الزهور أو العطور أو هدية أخرى محببة لزوجته هو ممارسة الجنس في ذلك اليوم، فإن تصرفه هذا لا يبقى رومانسياً على الإطلاق، وهذا لا يعني أبداً عدم التمهيد للفعل الجنسي وتقديم ما يدل على الحب قبله، فإن هذا أمر مطلوب شرعاً، ولكن لا يجوز أن تقدم المحبة والهدايا أو الكلمات والغزل، كرشوة للزوجة لممارسة الجنس أو في مقابل ممارسة الجنس.
ومما يجب على الأزواج أن يعرفوه بكل وضوح أن أحب ما تحبه المرأة من زوجها أن يعاملها بحب وحنان واحترام ويتودد إليها ويقدرها لذاتها وفي معزل عن أهوائه الجنسية الوقتية.
فالرجل الذي لا يتودد لزوجته إلا عندما يريد ممارسة الجنس معها يضيع أجمل ما في الحياة الزوجية الذي هو المودة والرحمة الدائمة، ليجعلها لحظات قليلة خالية من الإخلاص الحبي وهي لا تخدع الزوجة ذات الحس المرهف والذوق السليم، بل إن تلك المعاملة الوصولية تسبب لها انزعاجاً كبيراً حيث تشعر بأنها تستغل بطريقة فجة فعلاً.
وعلى الزوج أن يقدم لزوجته الزهور التي تحبها أو الهدايا التي تعجبها في أوقات مختلفة، ولا سيما في مناسبات اجتماعية محببة لكليهما كالولادة مثلا، وبعد العودة من السفر وفي عيد ميلادها والأعياد الدينية ونحو ذلك، دون أن يجعل من ذلك ما يشبه الإيحاء الشرطي للممارسة الجنسية.
وعليه أن يجعل من المودة والرحمة التي جعلها القرآن الكريم عماد الحياة الزوجية حالة دائمة في معاملته لزوجته، وأن يحقق مقتضياتها ومتطلباتها من الحب والحنان والعطف والمغازلة الرقيقة في كل الأوقات، ويأتي بعد ذلك التواصل الجنسي تعبيراً رائعاً عن حالة الحب الدائمة تلك.






 


قديم 08-12-2005, 02:14 AM   #75
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


كيف تصلان إلى بر الأمان الإلهي

* فاطمة الصدر

إن أهمية الأسرة ودورها في المجتمع البشري يتضحان من خلال الإمعان في هذين البعدين. والأسرة وحدة اجتماعية اعتبر القرآن تشكيلها استهدافاً لتأمين السلامة النفسية لثلاثة أجيال هي الزوجان والآباء والأبناء وأقرباؤهم، واستعداداً للمواجهات الاجتماعية. ففي سورة الفرقان، تشير الآية 74 وهي (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) إلى أهمية الأسرة كونها القدوة لتكوين المجتمع المثالي للإنسان. كما تعتبر الآية العلاقات العائلية السليمة النيرة مثالاً للمتقين ومبتغاهم.
والقرآن يعرف الأسرة أنها مدرسة الحب والمودة. ففي الآية 21 من سورة الروم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). وهنا نلاحظ نقاط هامة عن الأسرة وهي:
1 ـ أزواج من أنفسكم: فأحد الجوانب الهامة في الأسرة هو العلاقة بين الزوج والزوجة. وكما نوهنا من قبل فإن الإنسان موجود اجتماعي لا ينمو ولا يتفتح ولا يرقى إلى الكمال البشري إلا من خلال الارتباط بالآخرين، والمعاناة الناجمة عن هذه العلاقة، والمسار نحو الكمال لا يتناهى.
وفي كل مرحلة من مراحل العمر والنمو ثمة حاجات داخلية خاصة تتجلى في حال ارتباط الإنسان بالآخر ويبين أثر انعكاس صورة الحاجة النفسية على وجه المراد والمطلوب، وعندئذ يمكن كذلك معرفة النفس. وما العلاقة بين الزوج والزوجة إلا علاقة حميمة لا يشوبها أي غرض. ففي الأسرة تظهر نقاط الضعف والقوة النفسية للإنسان دون أدنى تحف وتخوف أو أية اعتبارات اجتماعية أخرى، وحيث تتوفر بالطبع إمكانية معالجتها. إذ يمكن بالتحلي بالصبر والتؤدة والوفاء والثقة المتبادلة معرفة السلبيات ودراستها والتخلص منها في سبيل تزكية النفس وتصفيتها.
فالإسلام يرى إن شوائب الداخل هي أسوأ بكثير من قبح الخارج. والبيئة التي تتسم بإمكانية إبراز السلبيات النفسية دون الرهبة من العقاب تتميز كذلك بتوفير إمكانية التخلص من تلك المنغصات. وبقوة المحبة يمكن المبادرة إلى أصعب الأفعال.
2 ـ وجعل بينكم مودة: والنقطة المهمة الثانية في الأسرة هي المودة بين الزوجين فبالتعامل الودي بينهما وتعاضدهما في مسار معرفة النفس وبارئها، يظفر الإنسان بالطمأنينة ويصل وادي الأمان الإلهي. ومن هنا وردت عبارة (لتسكنوا إليها) في الآية الشريفة.
3 ـ لتسكنوا: السكنى هو التوصل إلى مقام السكينة، يدل بصورة رمزية على أن يحظى المرء بمكانته وموقعه في الوجود. ومن وجهة نظر القرآن، فإن من شأن الأسرة التمهيد لذلك سواء بالنسبة للزوجين أو بالنسبة للمثال الذي يحتذي حذوه الأبناء.
4 ـ الرحمة: إن تآلف الزوجين وتآزرهما بقوة المحبة والود على طريق الكمال يجلب الرحمة للأسرة وللآخرين، فالعلاقة السليمة هي الكفيلة بتوفير الأرضية المناسبة للارتباط المسؤول والمثابر. وهو ما يقتدي به الناشئة ويتخذونه مثالاً في علاقاتهم بالمجتمع في المستقبل.
إن المقصود من إقرار التنسيق والتوازن بين الزوجين لا يعني توافق الطرفين مع بعضهما البعض بقدر ما يعني بذل المجهود من أجل الاستكمال المتبادل، والقبول في الوقت نفسه بالفوارق الطبيعية والذاتية. فكما هناك فوارق فيسيولوجية بين الرجل والمرأة، ثمة اختلافات نفسية كبيرة بينهما.
ولكن فيما يتعلق بالنفسيات والخصائص، فإن اختلاف الأفراد من هذه الناحية غير واضح مثل الاختلافات الفيسيولوجية، ولا علاقة له بالأنوثة والرجولة. والبيئة والأسرة والثقافة هي العوامل المؤثرة في شخصية الإنسان. وتظهر هذه الفوارق في سلوك المرأة والرجل وتصرفاتهما. وهنا بالضبط تتحدد رسالة الأسرة الرئيسية، أي التفاهم والود المتبادل بهدف التأمل مع اختلاف الميول على اعتبارها عناصر متنوعة تشكل بمجموعها وحدة واحدة. ويتطلب ذلك لاصدق والثقة والتواضع والتقوى والتنزه عن محورية الذات. وهو ما يحدو بالأبناء إلى اتخاذه مثلاً أعلى في علاقاتهم مع الآخرين في المجتمع، بحيث يرون الفوارق الفردية والاجتماعية والثقافية لدى الآخرين عاملاً من عوامل التكامل. وهذا النوع من التعامل يمهد للتفاهم بين الشعوب والتوفيق بين المعتقدات المختلفة، ومن شأنه كذلك إحلال السلام.
ورغم الدلالات الواضحة في القرآن بشأن المساواة بين الرجل والمرأة، إن على مستوى الأسرة أو على صعيد المجتمع، فإن النساء في بعض البلدان الإسلامية ما زلن للأسف عرضة للظلم.
ولا يعني هذا ألبتة إن حالة المرأة في الدول الأوربية تتلاءم وموقعها الانساني، بل إنها تتعرض كذلك للظلم بصورة أخرى. وأحد أسباب ذلك هو البنية والمعتقدات الاجتماعية السائدة. والثاني هو أن المرأة لم تبادر بنفسها طوال التاريخ إلى مراجعة النصوص وفهمها وتفسيرها وبالتالي تقرير حقها، بل غالباً ما عهدت بذلك إلى الرجل أضف إلى ذلك وفي سياق البحث عن أسباب تخلف المرأة في المجتمعات الإسلامية الخلط بين البعدين الوجوديين للإنسان في تفهم حقوقها، أي: 1 ـ البعد الجنسي: المرأة، الرجل، و 2 ـ البعد المعنوي والإلهي. فالمرأة والرجل يختلفان فيسيولوجياً، لكنهما من الناحية النفسية والمعنوية من أبناء البشر، و (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). والرؤية الإسلامية هي إن الإنسان ماض في طريق الكمال ما دام قد تحلل من الرغبات والارتباطات المادية وبلغ النضج المعنوي. ومن المنطلق القرآني فإن إمكانية هذا النضج متاحة لكلا الجنسين وعليه فإن الارتكاز إلى مبدأ الجنس في حقوق الأسرة، والتي لا تتوقف فيها قيمة الترابط والتوحد عند حدود العلاقة الفيسيولوجية يؤدي فيما يؤدي إلى تخلف المرأة. واستناداً إلى حالة اللامساواة بين الرجل والمرأة في بعض الأسر الإسلامية، فقد زعم نفر من النقاد في الغرب والشرق مغرضين إن الحقوق الإنسانية للمرأة في الإسلام أقل من حقوق الرجل ورداً على هؤلاء ينبغي القول أن استقراءنا وتفهمنا للإسلام والقرآن يختلف عن ذلك، فنحن ننظر إلى القرآن ككل يرتبط بعضه ببعض بشكل وثيق ومتوائم. وقد ورد في القرآن ذاته إن فيه المحكمات والمتشابهات، ويتعين فهم وتفسير بعض الأجزاء منه بأجزاء أخرى. ولتنظيم حقوق الأسرة بصورة عادلة نستدل على النحو الآتي:
1 ـ يتساوى الرجل والمرأة في القرآن من حيث الخلق. جاء في الآية الأولى من سورة النساء: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ... ).
2 ـ تتكافأ فر بلوغ الرجل والمرأة مراحل التطور البشري. وفي ذلك تقول الآية 13 من سورة الحجرات: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
3 ـ تساوي الأجر والجزاء. الآية 35 من سورة الأزاب.
إن القرآن يدعو الناس كثيراً إلى التدبر والتفكر والتأمل في الشؤون الإنسانية والطبيعية، ويحثم على الفهم وسماع آيات الله والاعتبار بها. وقد أردف القرآن الإيمان بالعمل الصالح دائماً. فهل يمكن تجاهل عنصري الزمان والمكان في العمل الصالح المناسب؟
قبل بزوغ فجر الإسلام لم يكن للمرأة أدنى حق. فقد كانوا يئدون البنات، وكان بمستطاع الرجل الزواج من أي عدد من النساء شاء. وكانت تعاليم الإسلام في سبيل إقرار حقوق المرأة آنذاك حديثة ومتطورة جداً، ذلك إن نهج الدين الإسلامي جاء لتحول الإنسان والرقي به. وكان السبيل الأمثل هو التغيير خطوة فخطوة، إذ لم يكن من الأجدر والأجدى التحول بين عشية وضحاها وقلب التقاليد والعادات الاجتماعية بالمرة.
أما اليوم، وبأخذ موضوعات القرآن بعين الاعتبار، أي التأكيد على مساواة القيمة الوجودية الشاملة للمرأة والرجل، ودعوة الناس إلى التفكر والتأمل في آيات الله البينات، واستخلاص العبر والنتائج الحكيمة منها، فيمكن القول أن حقوق المرأة والرجل في الأسرة متساوية، وإن المعيار في إدارة أي منهما لشؤون الأسرة هو التقوى والجدارة.
وهنا لابد من إبداء ملاحظة أخرى وهي إن الرجل والمرأة إذا ما لم يتمكنا من التوصل إلى التفاهم والوحدة المتوخاة وأبعدتهم المشاحنات الناجمة عن نوعية علاقتهم عن بعضهم البعض، فإن الإسلام يجيز لهما الطلاق رغم اعتباره أبغض الحلال، ويضع هذا الحل أمامهما.






 


قديم 08-12-2005, 02:16 AM   #76
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


ما هي مشاكل العلاقات الجنسية قبل الزواج؟

يذكر ((لا ورنس اشتاين برغ)) في كتاب ((المراهقة)) الصادر عام 1993 إن ما يقارب 4/1 من الفتيات الأمريكيات ـ رغم كل التعليم المتوفرة لهن والإمكانات الموضوعة تحت اختيارهن ـ يتعرضن لحالات الحمل وهنّ دون سنّ الثامنة عشرة. وإن نحو 45% منهن يحملن وهن دون سن الحادية والعشرين. وتبلغ نسبة الفتيات السود من هذا الرقم حوالي 30% ، يحملن وهن دون سن الثامنة عشرة. وثلثا ذلك من اللواتي دون سن الحادية والعشرين. إن الحمل بالنسبة إلى فتيات يلحق بهن أضراراً فادحة إضافة إلى أنه تترتب عليه أضرار جسيمة للمجتمع.
تفيد الإحصاءات أن في أميركا سنوياً مليون حالة حمل لدى الفتيات، وإن 55% منهن يعملن على الإجهاض، وإن ما يقارب 45% منهن يحاولن الابقاء على حملهن. وهذا يعني أن هناك (45000) طفل غير شرعي يولد كل عام.
وتتمثل أضرار مثل هذا العمل على الأمهات الفتيات في:
الأضرار البدنية التي ربما تصل إلى الموت إضافة إلى الفشل الدراسي وترك الدراسة، والاتجاه إلى الإدمان، وبروز المعاناة العاطفية والنفسية، والانغماس في الفقر والحرمان.
إن الغالبية العظمى من آباء هؤلاء الأطفال غير الشرعيين هم ممن يعانون من ملاحقات قانونية، ويشيع في أوساطهم الإدمان على المخدرات والكحول. إضافة إلى الأضرار الأخرى التي تصيب الآباء الفتيان من قبيل ترك الدراسة والابتلاء بالكآبة إلى غير ذلك.
وقد اتضح أن أمثال هؤلاء الأطفال يتصفون عموماً بقلة الوزن والعجز والإصابة بالأمراض الجسدية، ومعرضون للإصابة بالاضطرابات السلوكية في المستقبل أكثر من غيرهم من قبيل فرط التحرك والفشل الدراسي.
المشكلة الثانية: تتمثل في شيوع الأمراض التناسلية، فقد أفادت ((الجمعية الطبية الأميركية)) بأن هناك 2,5 مليون فتى أمركي يصاب سنوياً بالأمراض التناسلية. ويشكل طلبة المدارس الثانوية 4 / 1 هذا الرقم. كما أن مرض الايدز القاتل يصيب نحو 2 إلى 3% من الفتيان سنوياً. بالطبع يعجز هؤلاء عن ممارسة نشاطاتهم اليومية في سنوات شبابهم.
المشكلة الثالثة: التي تنتج عن العلاقات الجنسية قبل الزواج، تتمثل في الآثار العاطفية والنفسية السلبية التي تظهر لدى الفتيات بشكل خاص. فدوافع العلاقة الجنسية تختلف لدى المرأة والرجل. بالنسبة إلى النساء تعتبر الحصول على العاطفة أمراً مهماً. في حين يتطلع الرجال لإشباع الشهوة. غذ تعتبر العلاقة الجنسية بالنسبة لبعض الرجال نهاية المطاف. في حين أنها بالنسبة إلى النساء تمثل وسط الطريق الذي ينبغي ينتهي بالتوافق والحب والرضا والزواج. والمرأة تسعى لايجاد علاقة مع الذي تحبه، وتتمنى أن تقترن به في المستقبل، وأن يكون زوجاً لها.
وبسبب هذه الإخفاقات تصاب الفتيات نتيجة لعلاقاتهن قبل الزواج بالاضطرار والقنوط، وبعد الزواج بالشعور بالذنب والإكتئاب.
يقول ((هايد)) في كتابه ((إدراك الجنس لدى الإنسان)) الصادر عام 1986:
((إن الفتيان والفتيات الذين تكون لديهم علاقات جنسية قبل الزواج، يكونون دائماً في صراع مع آبائهم، وفي تناقض بين يمهم الأخلاقية وقيم المجتمع أيضاً. وفي النتيجة يتضاعف لديهم القلق والاضطراب أن نحو 80% من النساء المتزوجات يعانين بعد الزواج من كابوس علاقاتهن الجنسية قبل الزواج، مما يؤدي إلى معاناتهن من مشكلات نفسية)).
المشكلة الرابعة: قلة الرغبة للزواج. فالزواج ما زال أقدس الروابط بين البشر. وفي جميع الحضارات يأمل كل شاب أن يتزوج يوماً من الشخص الذي يحبه ويناسبه غير أن العلاقة الجنسية قبل الزواج تقلل من هذا الباعث. يقول (بريان) في كتاب (الزواج والتجربة العائلية) الصادر عام 1989: ((إن ما نشاهده اليوم من ارتفاع رفض الزواج وعدم شعور الشباب بالحاجة إلى تشكيل الأسرة، يعود إلى إشباع غريزته الجنسية بالعلاقات القائمة قبل الزواج)).
المشكلة الخامسة: التأثير السلبي للعلاقات الجنسية قبل الزواج على استقرار الأسرة، فقد أشرنا إلى أنه عندما يقيم الأفراد علاقات جنسية قبل الزواج يتولد عندهم بعد ذلك شعور بالذنب واليأس والاكتئاب، وهذه الحالات تقضي على السعادة داخل الأسرة.
وفي جانب آخر يقول (بن كرافت) في كتاب (الجنس لدى الانسان ومشاكله) الصادر عام 1983: هناك علاقة إيجابية بين العفة قبل الزواج والزواج السعيد، لأنه ثبت أن التسامح الجنسي والإباحية تمتد جذورها في الشخصية المضطربة للفرد حيث تظهر في سائر الممارسات وأنواع السلوك بما تهدد السعادة واستمرار الحياة الزوجية المشتركة)).






 


قديم 08-12-2005, 02:23 AM   #77
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


النضج في علاقة الحب .. اختبارات وفوائد

أشار استطلاع أجرته صحيفة "فرويندن" الألمانية إن النساء أكثر انفتاحا للموافقة على حلول وسط في مشكلاتهن الزوجية وغالبا ما يشاركن في أنشطة لا يهتمون بها في واقع الأمر من منطلق حبهن لشركائهن.
وفي استطلاع شمل 1750 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 20 و49 عاما قالت نحو 64 بالمائة من النساء أنهن قللن من أوزانهن إرضاء لشركائهن.
وقال نحو 44 بالمائة، حسب صحيفة البيان، إنهن غيرن أسلوب ملابسهن وتخلى 19 منهن عن عملهن من منطلق حبهن لشركائهن وانتقلت نحو 13 بالمائة من النساء إلى مدينة أخرى للعيش مع شركائهن. وقال 62 بالمائة من النساء أنهن يظهرن تفهماً أكبر من شركائهن.
ومن جانب آخر، فالحب الحقيقي هو الشيء الوحيد الذي يجعل المرأة تتخلى عن كل شيء لأجله لذا فإن حقيقة كون الشخص قادرا على الحب الحقيقي تعني أن يصبح ناضجا وذا توقعات واقعية من الطرف الآخر. ويعني ذلك قبول المسؤولية عن سعادتنا وحزننا وعدم توقع الشخص الآخر أن يجلب لك السعادة أو إلقاء اللوم عليه بسبب المزاج السيئ أو الإحباط الذي قد تواجهه.
وبصورة عامة فإن النضج يشمل عدة أشياء. النضج في علاقة الحب عبارة عن كل شيء . أولا هو القدرة على إسناد أي قرار بشأن علاقة الحب على الصورة الأكبر إنه يعني القدرة على التخلص من الهزل في هذه اللحظات واختيار سلوك عمل من شأنه أو يؤتي أكلة فيما بعد.
ويعني النضج في علاقة الحب أن يكون الشخص قادرا على التمتع بالرضى الذي يجله الحب والرومانسية في الوقت الذي يعلم فيه أن الأفضل قادم وأن الحب ينمو.
إنها المعرفة بأن العمل بين الزوجين معا وان حالة الحب التي تخلو من أية شروط ستثبت نفسها في العلاقة وستتفتح مع الأيام. إنها المعرفة بأنك تنمو مع علاقة الحب.
ومن الجدير بالذكر أن كل ذلك لا يحدث دفعة واحدة . وشركاء الحب الناضجون يسعون نحو طرق جديدة لمساعدة كل واحد منهم على النمو.
من مميزات الطفولة طلب الأطفال تلبية حاجاتهم فورا، بينما أن البالغين يستطيعون الانتظار. لكن البالغين في كثير من الأحيان لا يستطيعون ذلك حيث يسمحون لأنفسهم بالانزلاق ثانية نحو الطفولة مبررين بذلك تسابقهم نحو الأشياء.
ويعتبر النضج أيضا القدرة على التمسك بمشروع أو موقف معين حتى يتم استكماله. ويعني ذلك عمل كل ما يحتاج لجعل العلاقة شيئا يفخر به الإنسان. فالشخص البالغ الذي يقوم بتغيير عمله باستمرار وكذلك علاقاته وأصدقائه هو شخص غير ناضج.
ولكي تنضج علاقة الحب، ينبغي على الشركين تجربة شعور عميق ،شعور ضنين بأن هناك شيئا خاص بشأنهما لم يكن ليحدث لولا مساهمة كل منهما بذلك.
وكذلك فإن شركاء الحب الناضجين تعلموا عدم توقع الكمال من بعضهم البعض. وهم يعلمون أن القبول له مردوده الخاص به. وتعمل الاختلافات لدى كل المحبين على تجربة قدرة الطرف الآخر على القبول، الصفح والتفهم.
فهما لا يرقصان أبدا حول القضايا بل يقومان عند الضرورة بمناقشة جوانب النقص لديهم بطريقة تنم عن الحب والحرص على عدم إصرار أحكام من خلال كلمات مؤذية. إن القبول والتسامح يقربان الشريكين بوجود حب غير مشروط.
إن المحبين الناضجين هم أولئك المحبين دون شروط الذين يطورون موهبة لتنحية الاستياء جانبا والتركيز على الأشياء الجيدة التي يروها في الطرف الآخر، فهم الأشخاص الذين استنبطوا مستوى عال من التفاهم الذي يضع في عين الاعتبار جوانب النقص لدى الطرف الآخر.
والنضج أيضا هو المقدرة على مواجهة الكراهية، الإحباط، الانزعاج والانهزام دون تذمر أو انهيار. ويعلم شركاء الحب الناضجين أنهم لا يستطيعون الحصول على كل شيء بطريقتهم ، وهم قادرون على إرجاء الأمور حتى تسنح الظروف حين الضرورة.
ويسمح المحبون الناضجون لبعضهم البعض بالحرية للسعي نحو مصالحهم الفردية وأصدقائهم دون قيود. ويحدث ذلك حين تفرض الثقة نفسها. ويسمح الحب الناضج بهذا المستوى من الحرية الشخصية من أجل التقريب المحبين نحو بعضهم البعض. وتفهم الحرية الشخصية في هذا السيناريو على أنها رابطة وليس إسفين حيث أنها تشجع الشركاء في الحب على تمجيد تميزهم وأهميتهم الشخصية.
ونستطيع التحقق بأن الحب الناضج يعادل محبة الشخص لنفسه كما هو عليه وبالمثل محبة الشخص الآخر كما هو عليه أيضا. وعند هذه النقطة يصل الحب درجة النضج. ويعتبر النضج القدرة على الإخلاص في القيام بالمسؤوليات التي تترتب على الحب الناضج، ويعني ذلك احترام الشخص لكلمته وأنها تعني شيئا.
أما الأشخاص الذين لا يحترمون كلمتهم فهم أولئك الذين لا يمكن الاعتماد عليهم والذين يخلفون وعودهم ويلتمسون الأعذار بدل القيام بواجباتهم. وهم الأشخاص الذين يأتون دائما متأخرين على مواعيدهم وهم المشوشون وغير المنظمين . وتتسم حياة هؤلاء بالفوضى وعدم إكمال العمل وعدم الإيفاء والالتزام بالعلاقات.
أما الحب الناضج فيوفر لنا الفرص الكبيرة لاسترجاع التماسك وسد الفراغ وليس ذلك بسبب أن الشركاء سيملأون الفراغ بل لأنه يصبح باستطاعتنا اغتنام علاقة الحب لتغذية أنفسنا مع درجة أعلى من النضج.
يمثل النضج القدرة على اتخاذ القرار والوقوف إلى جانبه. ويمضي الأشخاص غير الناضجين حياتهم يستكشفون الاحتمالات التي لا نهاية لها وبعد ذلك يفعلون شيئا .
العمل يتطلب الشجاعة ولا نضج دون شجاعة. كذلك فإن النضج هو القدرة على تسخير القدرات والطاقات الشخصية للعمل أكثر مما هو متوقع في العلاقات. فالشخص الناضج يرفض الحلول الوسط حيث أنه طموحاته عالية ولا يقبل بأي شيء من الدرجة الدنيا.






 


قديم 08-12-2005, 02:26 AM   #78
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


صبر الشريك على الابتلاء وسيلة للسعادة

ضاق إبليس بصبر النبي أيوب عليه السلام, مع كثرة ما ابتلي به, ولم ينجح في جعله يشتكي, وينصرف عن عبادة ربه وشكره.
وانطلق إلى زوجته, وتمثل لها رجلاً, وأخذ يذكرها بما كان لزوجها في صدر شبابه وغضاضة إهابه من صحة وعافية.
فأعادت لها الذكرى الأشجان, وأثارت فيها كوامن الأحزان . ثم أخذ يدركها الضجر, وينساب إلى قلبها اليأس.
ذهبت إلى زوجها وقالت: حتى متى يعذبك ربك ؟ أين المال ؟ أين العيال ؟ أين الصديق ؟ أين الشباب؟ أين العز؟
فقال لها: لقد سول لك الشيطان أمراً ! أتراك تبكين على عز فات وولد مات ؟
فقالت: فهلا دعوت الله أن يكشف حزنك ويزيح بلواك ؟
قال: فكم لبثت في الرخاء ؟
قالت: ثمانين سنة.
قال: فكم لبثت في البلاء ؟
قالت: سبع سنين.
قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي. ولكن يخيل إلي أن إيمانك بدأ يضعف, ولئن برئت وأتتني القوة لأضربنك مئة سوط, وحرام علي بعد اليوم أن آكل طعامك, أو أكلفك أمراً أو عناء.
فابتعدي عني واغربي عن وجهي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
نتائج الصبر
ثم أذن الله سبحانه بشفاء أيوب عليه السلام فأوحى إليه (( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )) : نبع بارد يرد لك صحتك وقوتك. فما أن شرب واغتسل حتى اندملت قروحه, وبرئت جروحه, وصح جسمه, وصلح بدنه, وعاد كهيئته قبل البلاء في الحسن والجمال والصحة.
وعادت زوجته إلى رشدها, وأحست بذنبها ( قبل أن تعلم بما كشفه الله عنه من البلاء ) فندمت على ما قصرت نحوه, وهي التي شاركته في نعمائه, فرجعت إليه تعاوده إصلاح شأنه والقيام بأمره, لكنها رأت عجباً, رأت شاباً مكتمل الشباب, غض الإهاب, وافر المنة والقوة, فأنكرته بادئ الأمر. وحين عرفته اندفعت إليه تعانقه, وحمدت الله على ما رد له من الصحة والعافية.
لكن أيوب عليه السلام كان قد أقسم أن يضربها مئة جلدة, فأوحى الله إليه أن يأخذ حزمة من أعواد القش عددها مئة, وأن يضرب بها زوجته ضربة واحدة رخصة له في يمينه ووفاء بها, ورحمة بهذه المخلصة المؤمنة التي احتملت معه مرضه وما ابتلي به.. وذلك قوله تعالى ( وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث, إنا وجدناه صابراً, نعم العبد, إنه أواب ).
وجزاه الله على صبره خير جزاء , فرد إليه ماله, ورزقه ولداً أضعاف ولده. قال تعالى: ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ).
هذه الوقائع والأحداث التي حدثت لسيدنا أيوب وزوجته عليهما السلام, جاء بها القرآن الكريم ضمن العديد من القصص والوقائع لتكون درساً وعبرة لجميع المسلمين في كل زمان ومكان, وليستنيروا بما حدث للأولين في مسيرة حياتهم الدنيوية.. وهنا علينا أن نقتبس من هذه القصة ما جسدته من صبر واحتساب, وما أكد عليه سيدنا أيوب رغم ما سول الشيطان لزوجته ومن هذه الدروس:
الدروس المستفادة
1- الإعاقة نوع من أنواع البلاء, فمن صبر عليه, ورضي به, كتب له الأجر إن شاء الله تعالى, ومن صبر مع زوجه المعاق, سواء أكان الرجل أم المرأة. فإنه يشاركه في الأجر, ويكون له نصيب طيب منه يقدره الله بحكمته ورحمته.
2- الإعاقة ليست اختياراً, أي إن الشخص المصاب لم يختر بإرادته أن يكون معاقاً وبذلك يتخلى عنه صاحبه ويتركه.. ومن ثم فإن تخلي أحد الزوجين عن صاحبه المعاق يزيد في ألمه وحزنه.
3- ليسأل المعافى من الزوجين نفسه: أما كان يمكن أن أكون أنا المبتلى بهذه الإعاقة ؟ أفكنت أرضى أن يتركني زوجي ؟
4- إن كان الإصابة بالإعاقة قبل الزواج فقد علم بها الزوج الآخر مسبقاً, ورضى بها, وليس من حسن العشرة والوفاء والكرم.. أن يجعلها سبباً للانفصال.
5- إن كان الإصابة بالإعاقة بعد الزواج فكذلك ليس من حسن العشرة والوفاء أن يرضى أحدهما بصاحبه معافى.. ثم يتخلى عنه ويتركه وقد ابتلي بهذا البلاء..
6- كل عذاب ينتج عن أي بلاء لا تتجاوز نسبته واحداً إلى مليارات من عذاب جهنم وهولها, وكل لذة تنتج عن أي رخاء لا تتجاوز نسبتها واحداً إلى مليارات من لذائذ الجنة ونعيمها, ومن ثم فإن الإعاقة والصبر عليها, لا تشكل شيئاً بالمقارنة بما في الآخرة من عذاب أو نعيم.
7- لقد رأينا في قصة أيوب عليه السلام كيف ندمت زوجته, ولا شك في أن كل زوج وزوجة يتخلى عن صاحبه المبتلى لابد أن يندم.
8- علينا أن نتذكر أن الإعاقة ليست في الجسد وحده, فكم من أزواج وزوجات معاقين في تفكيرهم, أو تعبيرهم, أو عواطفهم, أو ضمائرهم.. وقد تكون إعاقات هؤلاء أقسى وأشد من الإعاقات الجسدية .






 


قديم 08-12-2005, 02:29 AM   #79
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


الجنس .. بين الرحمة وسوء السبيل

* د. محمود كلزاري

تُعد الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز التي أودعها الله تعالى في الإنسان، وبالطبع لا تختص هذه الغريزة بالإنسان وحده، بل كل من الذكر والأنثى في الحيوانات إذا ما وصل إلى مرحلة الرشد والبلوغ وكان يتمتع ببنية سليمة، تتوفر لديه الرغبة في الجنس.
بيد أن هذه الغريزة تتباين بين الإنسان والحيوان في النواحي التالية:
أولاً: يتصف السلوك النسبي لدى معظم الحيوانات، خصوصاً الثدييات، بأنه سلوك فصلي. أي أنه يظهر في فترة، ومن ثم يزول بعد مدة قصيرة إلى حد ما، وتختلف فترة المرحلة الفصلية باختلاف الثدييات. فبعضها تمر فيها مرة في السنة، وبعضها الآخر مرتين في السنة (الربيع والخريف). وتستغرق كل مرحلة نحو أسبوعين على أبعد تقدير.
تظهر المراحل الفصلية وتضمحل في الأناث بشكل خاص. أما الذكور فبإمكانها أن تحتفظ بنشاطها الجنسي بشكل دائم.
بيد أن النشاط الجنسي للإنسان لا يوقف، فعلى مدار السنة، وطوال فترة الدورة الشهرية لدى النساء، ونظراً لجهل النساء بفترة نشاط المبيضين، لا تظهر تغييرات محسوسة في القدرة الجنسية لدى المرأة والرجل.
ثانياً: إن فترة المقاربة الجنسية للإنسان أطول مما لدى الحيوانات المتطورة.
ثالثاً: تقترن العلاقة الجنسية لدى الإنسان، سواء المرأة والرجل، بلذة قلما توجد في الأعمال الفسيولوجية الأخرى. فالاقتران الزوجي لدى الحيوانات، خصوصاً بالنسبة إلى الأنثى، يكون غالباً بدافع التخلص من معاناة ما، معاناة ناتجة عن عدم الإقدام على مثل هذا الفعل. بيد أن هذه العلاقة لدى الإنسان وليدة الإثارة. وكما نعلم أن هذه الإثارة عبارة عن استنفار كل شيء لأداء سلسلة من الاستجابات الهادفة.
إن الدافعة الجنسية لدى الإنسان، تستهدف في الأصل بقاء النوع، بيد أن مثل هذا العمل يؤدي مقروناً باندفاع كبير ولذة جامحة.
ونتيجة لهذه الخصوصيات الفريدة، شغلت الغريزة الجنسية الإنسان أكثر من أي شيء آخر طوال وجوده على سطح الأرض، وتجلت في مختلف أبعاد حياته.
يقول الإمام محمد الغالي في إحياء العلوم: ((تعتبر اللذة الجنسية أقوى اللذائذ الجسدية. ولهذا فإذا لم يتم التحكم بهذه الشهوة الجنسية جيداً ولم تتم الاستفادة منها بنحو معتدل فسوف تقود إلى ضياع الدين والدنيا)).
ويضيف: وقد قيل إن قول الله عزوجل في سورة البقرة: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به).
وترى الأديان التوحيدية، لا سيما الإسلام إن الزواج هو الطريق الأمثل والأصيل لإشباع هذه الغريزة الجامحة. بل إن الحكمة التي تقف وراء هذا الاندفاع الجامع للإنسان نحو الجنس الآخر، تكمن في اقتران الرجل بالمرأة وتشكيل الأسرة.
يذكر العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان القيم، بهذا الشأن:
من المشهود أن في كل من الزوجين من الإنسان، أعني الذكر والأنثى إذا أدرك وصحت بنيته ميلاً غريزياً إلى الآخر. وليس ذلك مما يختص بالإنسان، بل ما نجده من عامة الحيوان أيضاً على هذه الغريزة الطبيعية.
وقد جُهز، بحسب الأعضاء والقوى، بما يدعوه إلى هذا الاقتراب والتمايل والتأمل في نوع تجهيز الصنفين، لا يدع ريباً في أن هذه الشهوة الطبيعية وسيلة تكوينية إلى التوالد والتناسل الذي هو ذريعة إلى بقاء النوع، وقد جهز بأمور أخرى متممة لهذه البغية الطبيعية، كحب الولد وتجهيز الأنثى من الحيوان ذي الثدي باللبن لتغذي طفلها حتى يستطيع التقام الغذاء الخشن ومضغه وهضمه، فكل ذلك تسخير إلهي يتوسل به إلى بقاء النوع.
ولذلك أيضاً لم يزالوا على مر القرون والأجيال يمدحون النكاح ويعدونه سنة حسنة ممدوحة، ويستقبحون الزنا، ويستشنعونه في الجملة، ويعدونه إثماً اجتماعياً وفاحشة، أي فعلاً شنيعاً لا يجهر به، وإن كان ربما وجد بين بعض الأقوام الهمجية في بعض الأحيان وعلى شرائط خاصة بين الحرائر والشبان أو بين الفتيات من الجواري على ما ذكر في تواريخ الأمم والأقوام.
وإنما استفحشوه وأنكروه لما يستتبعه من فساد الأنساب وقطع النسل وظهور الأمراض التناسلية ودعوته إلى كثير من الجنايات الاجتماعية من قتل وجرح وسرقة وخيانة وغير ذلك وذهاب العفة والحياء والغيرة والمودة والرحمة.
وإنا لا نشك أن جميع الأحكام المشرعة تتبع مصالح وملاكات حقيقية، وحكم النكاح، الذي هو أيضاً أحدها، يتبع في تشريعه مصلحة واقعية وملاكاً حقيقياً، وهو التوالد والتناسل، ونعلم أن نظام الصنع والايجاد أراد من النوع الإنسان البقاء النوعي ببقاء أجزاء منه فيربيه ويكونه إنساناً جديداً يخلف الإنسان القديم، فتمتد به سلسلة النوع من غير انقطاع، واحتيل إلى تسخير هذا الجهاز للعمل والإنتاج بإيداع القوة الشهوانية التي يحن بها أحد القبيلين ـ الذكر والأنثى ـ من الأفراد إلى الآخر.
فالتجهيز التكويني يدعو الإنسان إلى الزواج طلباً للنسل من طريق الشهوة والعقل المودوع فيه، يضيف إلى ذلك التحرز وحفظ النفس الفحشاء المفسد لسعادة العيش، الهادم لأساس البيوت، القطّاع للنسل.
نستنتج من هذا البحث ما يلي:
1 ـ أن الله تعالى جعل الغريزة الجنسية لدى المرأة والرجل بنحو قوي وتام، ليندفع بعضهم إلى البعض الآخر.
2 ـ ندرك من خلال دقة التركيبة الطبيعية للإنسان، خصوصاً التركيبة الجسدية للمرأة، والقدرة على حمل الطفل في الرحم وجهاز الرضاعة، وشدة تعلقها بوليدها. وكذلك غيرة الرجل تجاه الذود عن عرضه وناموسه، ندرك من ذلك كله إن الشهوة الغريزية هي بمثابة مقدمة لزواج المرأة والرجل وتشكيل الأسرة.
3 ـ أن قدم الأسرة بقدم الإنسان على سطح الكرة الأرضية. فلا يدلنا التاريخ على أن أناساً كانوا يعيشون في وقت ما إلى جوار بعض بدون أزواج.
4 ـ تتم داخل الأسرة، التي تتشكل بوحي من هذه الحكمة الإلهية، تلبية احتياجات الإنسان الأساسية بما فيها حاجته الجنسية بنحو جيد. وإضافة إلى المودة والرحمة بين أعضائها العفة والغيرة والكثير من السمات الإنسانية الحسنة.
5 ـ ولهذا، فإذا لم يتزوج الإنسان يكون قد سلك طريقاً غير طبيعي، ولو تزوج وامتنع عن الإنجاب، فإن عمله هذا لن يكون على مسار الحكمة الإلهية. وإذا أنجب طفلاً ولم يربه تربية صالحة، أو أودعه منذ صغره لدى المؤسسات الأخرى، يكون قد عمل خلافاً لطبيعة الإنسان وحكمة الحق تعالى.
6 ـ إن تشكيل الأسرة بدون قدرة الشهوة الجنسية التي تعد مقدمة لذلك، إما أن تكون غير عملية أو لا يكتب لها الدوام.
7 ـ إن إشباع الغريزة الجنسية عن غير طريق تشكيل الأسرة، أو خارج إطار الزواج، يقود إلى إضعاف كيان الأسرة وهو خلاف الطبيعة، ويضع الإنسان والمجتمع الإنساني أمام أزمات حقيقية. وفي هذه الحالة يفتقد إشباع الشهوة الجنسية إلى العواطف الإنسانية الصادقة، ومثل هذا يقود إلى ابتلاء الفرد بمشكلات نفسية وأخلاقية.
8 ـ وهنا نجد الله تعالى يعتبر الأسرة آية من آياته إذ يقول عزوجل:
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم/ 21.
ويقول الرسول الأكرم (ص): ((ما بني في الإسلام بناء أحب إلى الله عزوجل وأعز من التزويج)) البحار، ج103، ص222.






 


قديم 08-12-2005, 02:37 AM   #80
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


اختيار الشريك .. ومقاييس مختلفة

ظل الإنسان منذ فجر التاريخ يبحث عن قاعدة تفسر الوقوع في الحب ولا توجد حدود للآراء التي قيلت في هذا الصدد. فالبعض يقول إن الطيور على أشكالها تقع ويرى آخرون أن الأضداد تتجاذب ويميل الخبراء إلى الاعتقاد أن مثل هذه الأمثال القديمة تنطوي على بعض الحقيقة.
ويقول خبير الطب النفسي توماس كورنبيشلر من برلين، إن تفهم كل شخص لرغباته الخاصة هو شرط مسبق لقيام علاقة سعيدة مضيفا "أننا جميعا نشعر باحتياج أساسي للحنان والعلاقة الحميمة".
وتأتي في المرتبة الثانية الاحتياجات التي تتباين من شخص إلى آخر فالبعض يحتاجون، حسب وكالة الأنباء الألمانية، للشعور بالأمن مثل النساء اللاتي يبحثن عن رجال لديهم أرصدة بنكية كبيرة.
ويريد البعض أن يكونوا على اتفاق في الرأي مع شركاء حياتهم في شتى مجالات الحياة سواء في السياسة أو الأخلاق أو المجتمع.
ويشير مانفريد هاسبروك وهو أستاذ في طب النفس بجامعة فوبرتال إلى أن الأساس الأول للاختيار يعتمد على المظهر الخارجي.
ويقول "نحن نقرر في جزء من الثانية ما إذا كنا نحب شخصا ما أو لا والمظهر الخارجي يدفعنا للوصول إلى رأي بشأن طبيعة الشريك المحتمل".
وهو يعتقد أننا ننسب صفات إيجابية إلى الأشخاص الذين ننجذب نحوهم حسيا أكثر من الأشخاص الذين لا يروق لنا مظهرهم.
هذا ومن جانب آخر، وحول الحب بشكل عام، هناك أوجه شبه قوية بين الحب والطاقة. وفي الحقيقة فإن الحب شكل من أشكال الطاقة الروحية التي يمكن توليدها واستقبالها بأشكال عقلية، جسدية أو عاطفية.
ومثل الطاقة، يمكن أن يأتي الحب من عدة مصادر ويمكن استخدامه بوسائل شتى. فعلى سبيل المثال، يمكنك توليد الطاقة الحركية أثناء تحركها. أما الأضواء العلوية فتستخدم الطاقة الكهربائية لإنتاج طاقة إشعاعية حين تضيء .
أما بالنسبة للزنبرك المضغوط فإنه يختزن الطاقة وهناك طاقة حتى في مكيف أو مدفأة سيارتك. ويمكن استخدام طاقة السيارة بطرق إيجابية كنقل صديق إلى المطار أو بطريقة سلبية مثل الاصطدام بحائط منزل .
ويمكن لسيارتك حتى إعطاء واستلام الطاقة من سيارة أخرى. والطاقة تعني أشياء كثيرة استنادا إلى عدة أشياء مختلفة وكيفية استخدامها .
قيمة الحب
يعتبر الحب أكثر الأشياء أهمية في العالم. ونحن جميعنا نحتاج إلى الحب كما يحتاج السمك للماء، والحياة بدون حب لا تساوي شيئا. فبالحب نستطيع الوصول إلى أبعد ما يمكن تصديقه.
أما الحياة الخالية من الحب فإنها تذبل وتموت مؤلمة ومعزولة. والحب جوهر الوجود وهو الطاقة التي تدعمنا. وكل شخص في الحياة له رغبة متجذرة في أن يحب الآخرين ويكون محبوبا من قبلهم.
أشكال الحب المختلفة
يدرك الناس في كثير من الأحيان الحب في شكله العاطفي فقط. ويمكن أن نسمع الناس يقولون أشياء على التلفزيون مثل، "لم أعد أحبك" حين يعبروا عن أحاسيسهم العاطفية. ولكن الحب أكثر مما نشعر بكثير.
فالحب شكل روحي من أشكال الطاقة التي يمكن أن تعطى أو يتلقاها الناس بأشكال جسدية، عاطفية، أو عقلية.
ويبدأ الحب عادة في أفكارنا ومن ثم ينتشر إلى العالم الجسدي من خلال أفعالنا وصولا إلى إنتاج المشاعر العاطفية.
فإذا كنت تود تجربة هذه المشاعر العاطفية القوية للحب، فإن من الضروري التفكير بالحب، والقيام بأعمال تتعلق به. فإذا فكرت بالغضب أو الحقد، فليس هناك من سبيل لك لتشعر بالحب أو القيام بأفعال تتعلق به.
والحب هو هدية روحية وهبها الله لنا حيث تبدأ في الدماغ وتشق طريقها حتى تصل إلى التعبير الجسدي عنها. ولكن المشاعر العاطفية التي نسميها الحب لها علاقة ضئيلة بالحب الحقيقي.
الأشكال السليمة وغير السليمة في الحب
الحب كما أسلفنا طاقة يمكن استخدامها بطريقة إيجابية وسليمة أو طريقة سلبية وغير سليمة.
وهناك الحب غير المشروط وهو المتعلق بالقبول، الدعم والصفح.
وهناك الحب العنيف، الذي يعتمد على الصرامة، التسلط، والامتثال. فإذا كان أحد أولادك مدمنا على المخدرات، يمكن لك أن تحبه دون شروط وتقبل سلوكه المدمر آملا أن لا يتناول جرعة زائدة قد تؤدي إلى وفاته أو يمكنك استخدام الحب القاسي وتضعه في مستشفى لإعادة التأهيل في محاولة لإنقاذ حياته. ويمكن للحب القاسي جدا أن يكون شيئا غير سليم، تماما كما أن الإفراط في الحب غير المشروط يمكن أن يكون غير سليم.
الحب الحقيقي
إن الله هو ملهمنا للحب الحقيقي. ففي بعض الأحيان يعلمنا استخدام الحب القاسي عند الضرورة. والحب الحقيقي يعزز الخير داخل الإنسان. فهو يحفظه، يرفعه يقويه ويبني على الإيجابيات بينما يقلل من السلبيات ويحفظ صاحبه منها.
أجزاء الحب الثلاثة
يتألف الحب من ثلاثة أنواع هي الروحي غير المشروط، الأخوي والرومانسي المتعلق بالعاطفة. وهناك طريقة أخرى لفحص هذه الأنواع الثلاثة وبدورنا نميز هذه الأنواع المختلفة من الحب بمقادير مختلفة ومراحل مختلفة من علاقاتنا.
وفي كثير من الأحيان وخاصة عند بدء العلاقات، نشعر بالانجذاب نحو شركائنا بكثير من الحب العاطفي ومع مرور الزمن يتطور الحب إلى شكل أعمق مشكلا الحب الأخوي ومن ثم الروحاني.
الأشكال الزائفة من الحب
إن الحب ليس مرحلة افتتان أو ممارسة جنسية . ففي كثير من الأحيان نشعر بكثير من المشاعر العاطفية القوية والإيجابية أثناء التعارف. وتسمى هذه المرحلة مرحلة العشق حيث تخبو ببطء مع مرور الوقت على العلاقة الجديدة. وتعتبر هذه المرحلة بمثابة دعوة إلى تطوير علاقة أعمق مع ذلك الشخص وزيادة القابلية للنوعين الآخرين من الحب.
وتعتبر هذه المرحلة أيضا بمثابة الجزرة بالنسبة لنا لارشادنا بشأن الممكن حين نعمق الأشكال الأخوية وغير المشروطة في الحب. ويعتقد بعض الناس أن مرحلة التيم يجب أن تبقى إلى الأبد، وينتقلون من علاقة إلى أخرى يلهثون وراء عواطفهم على أمل العثور على الشريك المناسب.
ولسوء الحظ، لن يحدث ذلك لان مرحلة الافتتان تؤثر على كيمياء الدماغ وتصبح نوعا من القلق. وبدورها فإن أجسامنا لا تستطيع تحمل تلك الحالة الكيميائية مدة طويلة حيث تقوم في نهاية المطاف بالخبو وينتهي شهر العسل.
وإذا لم تتطور الأشكال الأخوية والروحانية من الحب، فإن العديد من الناس ينتقلون بكل بساطة إلى علاقة أخرى. وبعد مطاردة سعيا وراء الغرام مدتها طوال الحياة، من الممكن للشخص أن ينتهي معزولا ووحيدا.
وينطبق الشيء عينه على الممارسة الجنسية حيث أن ذلك يربط بين شخصين بشكل حميم. ولكن المشاعر الحميمة بعد العملية لها علاقة ضئيلة بشكلي الحب الآخرين.
قبول الحب
في كثير من الأحيان نعطي الحب لشريكنا بنفس الطريقة التي نود أن يبادلنا إياها. ولكن حب الشخص بهذه الطريقة يمكن أن لا يكون الأفضل. فإذا فشلت هدية الحب في تعزيز الخير لدى الشخص الآخر، فقد لا يتمكن الشريكان من حبهما ولذا يقومان برفضه.
وفي أحيان أخرى يمكن أن نتوقع الحب من قبل شركائنا بنفس الطريقة التي أحبنا فيها آباؤنا. فعلى سبيل المثال، إذا جعلك أبواك تحب شراء الأشياء، يمكن لك أن تقوم بفعل الأشياء على هيئة هدايا، مجوهرات، ملابس وألعاب غالية الثمن.
ويمكن أن يكون شريكك محبا جدا، داعما، عاطفيا، متفهما، ومحيطا لك بعنايته وربما تتغاضى عن نواياه المحببة إذا لم يأخذك إلى السوق.






 


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010