أنت غير مسجل في منتديات الحب . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
منتديات الحب
توبيكات الحب مكتبة الصور عالم حواء مكتبة الملفات البطاقات واللألعاب مكتبة الجوال دردشة الحب

العودة   منتديات الحب > «°·...•°°·...•° المنتديــات العــامة°·..•°°·...•°» > المنتدى العام

المنتدى العام للحوار في مختلف المجالات المتنوعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
#1  
قديم 08-10-2005, 02:18 AM
[حـب ].. كل الحب
ولــــd غير متواجد حالياً
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل : Jul 2004
 فترة الأقامة : 7216 يوم
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ولــــd أول المشوار
بيانات اضافيه [ + ]
مقااالات هو وهي ( الجزء الاول )]



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا على المرأة أن تتعلم كيف تتلقى الرعاية من زوجها؟

* مأمون مبيض

تخشى المرأة عادة من رفض زوجها أو إهماله لها، لأنها تحمل في أعماق نفسها وفي لاشعورها معتقداً مغلوطاً، وهو أنها غير جديرة بالاهتمام والرعاية، وقد تكون عُلمت منذ صغرها أن تكبت رغباتها وحاجاتها ومشاعرها. وتنشأ هذه المشاعر السلبية خاصة إذا تعرضت الفتاة إلى سوء المعاملة في حياتها، فيكون من الصعب عليها حينها أن تشعر بأنها تستحق الاهتمام والتقدير. ويرتبط شعورها بقلة قيمتها مع شعور آخر هو خوفها من احتياجها للآخرين، لأنها تتوقع منهم الرفض وعدم الاستجابة. ولذلك فهي تظهر للرجل أنها في غير حاجة إليه، وهذا بالذات الأمر الذي يجعل الرجل يعرض عنها. مما يجعل الرجل يقبل ويقدم ما لديه هو شعوره بأن زوجته تحتاجه، ويزداد الأمر تعقيداً عندما ترى المرأة إعراض الرجل فتظن أن هذا يؤكد مخاوفها بأن الرجل لن يستجيب لها ولن يحقق لها حاجاتها!
وتتألم المرأة كثيراً حتى لمجرد الرفض البسيط لطلباتها، لأن هذا يؤكد عندها معتقدها المغلوط بأنها غير جديرة باهتمام الرجل وتضحياته.
ولأن عند المرأة هذا الشعور العميق بقلة القيمة، فقد تكيفت معه بأن أصبحت شديدة الاهتمام والاستجابة لحاجات الآخرين، ولذلك فهي تقدم الكثير إلا أنها لا تشعر بأنها تستحق أن يقدم لها الآخرون، ولكنها تتأمل أنها إن قدمت وضحت فستصبح عندها جديرة بتضحيات الآخرين. وهي لا تدري في كثير من الحالات أنها جديرة كل الجدارة في اهتمام الآخرين ورعايتهم، وحتى لو لم تقدم كل هذه التضحيات.
وإذا تربت البنت وهي تشعر باطمئنان إلى تقدير الآخرين لها، وخاصة والديها، أو من خلال رؤية والدها يقدر أمها، فستنشأ وعندها شعور عميق بقيمتها واحترام الآخرين لها، وبأنها لا تحتاج إلى التضحيات الكثيرة لتقنع نفسها والآخرين بقيمتها كفتاة أو امرأة.
وعندما تشعر المرأة حقيقة بأنها جديرة بمحبة الرجل واهتمامه، فستجد من حولها ذلك الرجل الذي يحبها ويهتم بها، إلا أن الشيء المؤلم في العلاقات الزوجية، أن المرأة قد يستغرق معها الأمر عشر سنوات بعد الزواج، حتى تشعر بأنها تستحق كل الحب والاهتمام، وبعد أن تكون قد قدّمت الكثير طوال هذه السنوات، حتى وصلت إلى حالة تقول فيها لزوجها (لقد قدّمت إليك كل شيء ولم يعد لدي ما أقدمه!).
والأمر المهم في معالجة مثل هذه الحالة، أن تقتنع المرأة بأنها لا تحتاج لتقديم المزيد من أجل الحفاظ على علاقتها بزوجها، وإنما تحتاج أن ترتاح من التقديم، لأن زوجها سيقدم لها أكثر إن هي قللت مما تقدمه له. لقد نسيت هذه الزوجة حاجاتها لسنوات، وبالتالي نسي هو أن قدم لها ما تحتاجه. والآن بعد أن انتبهت إلى حاجاتها، فسينتبه زوجها أيضاً إلى هذه الحاجات، وسيسعى لتلبيتها عندما يشعر بأنها تحتاج لرعايته ومحبته. وقد يأخذ الرجل بعض الوقت حتى يتعلم كيف يلبي حاجات زوجته، إلا أن المهم أنه انتبه إلى مدى إهماله لحاجاتها، وأنه يرغب بالتغيير والإصلاح.
ونفس الأمر بالنسبة للرجل الذي ينتبه فجأة إلى أنه غير سعيد، وأنه بحاجة إلى المزيد من محبة وعاطفة ورعاية زوجته، فعندها ستفتح له زوجته ذراعيها وتقدم له من جديد المحبة والرعاية التي يطلب. وقد يأخذ الأمر أيضاً بعض الوقت، وبحسب طول مدة الإهمال وعدم الانتباه إلى حاجات الزوج العاطفية، المهم أنه إن بدأ أحد الطرفين بالتغير الإيجابي، فإن الآخر سيتغير أيضاً في نفس الاتجاه، وهكذا الحياة بشكل عام.
ـ لماذا على الرجل أن يتعلم كيف يقدم خدماته لزوجته؟
إن مما يخاف منه الرجل عادة هو شعوره بعجزه أو عدم قدرته على أمر ما. وهو يعوض هذا الخوف برغبته المستمرة في زيادة قدرته وإمكاناته على القيام بالأعمال، وأمام رغبة الرجل الدائمة في رفع قدراته، فإنه لا يعود يهتم بأحد آخر أكثر من اهتمامه في زيادة قدراته، ولذلك يبدو شديد الأنانية عندما يكون خائفاً أو أمام تحد كبير يواجهه.
وكما تخشى المرأة من تلقي الرعاية، فإن الرجل يجد صعوبة في تقديم الرعاية، لأن هذا التقديم يترافق عادة مع الخوف من الفشل أو الانتقاد أو اللون أو الرفض. وكل هذه الاحتمالات تسبب عند الرجل ألماً شديداً، لأنها تؤكد عنده المعتقد المغلوط الذي يحمله، وهو أنه ضعيف وعاجز وغير مقتدر. وقد تكوّن هذا المعتقد المغلوط عند الرجل في صغره عندما كان يشعر بأن الآخرين يتوقعون منه دوماً أن يقوم بالأعمال بشكل أفضل، وعندما كانت أعماله تقابل بعدم اهتمام الآخرين أو بعدم رضاهم عنها، فقد كان يتأكد في أعماق نفسه أو في لا شعوره هذا المعتقد المغلوط الذي يحمله عن نفسه. ولأن الرجل يخاف كثيراً من الفشل فقد لا يحاول أصلاً القيام بالعمل، ويحجم عن تقديم الرعاية للآخرين، ولا يخاطر في هذا الأمر.
ومن المتناقضات أن الرجل عندما يهتم كثيراً بأحد ما، فإن خوفه المضاعف من الفشل مع هذا الذي يحبه يجعله يقدم أقل مما يقدمه عادة، ولذلك فقد يبدو وكأنه غير محب أو غير مهتم.
وقد يأخذ الرجل بعض الوقت حتى يتعلم أن فشل بعض محاولاته كانت ضرورية من أجل نجاحه في المحاولات الأخرى، فلا يعود يخشى عندها المحاولة أو الفشل، ويدرك أن بعض الخطأ لابد منه من أجل الوصول إلى أهدافه. إنه ليس بالعاجز أو الضعيف، إلا أن عليه ن يحاول ويتخذ الأسباب، وهذه هي الخطوة الأولى في تعلم الرجل كيف يقدم الرعاية لزوجته.
عندما يربى الفتى وهو يرى والده يحسن تحقيق حاجات أمه، فسيتكون عنده شعور قوي بالثقة في نفسه، وبقدرته على تحقيق حاجات المرأة التي ستكون زوجته في المستقبل. ولن يكون خائفاً من التجريب والمحاولة في تلبية حاجاتها، ويدرك أن فشله في عمل أو محاولة ما لا يعني بأنه عاجز أو غير قادر في كل شيء، إنه يعلم بأنه ليس كاملاً،إلا أن هذا لا يمنعه من المحاولة وبذل الجهد، وإذا أخطأ، فإنه يعلم أنه يمكنه ن يعتذر عن هذا الخطأ، وهو يتوقع المسامحة والتقدير والمحبة من الطرف الآخر.
إن هذا الشاب أو الرجل يدرك أن (كل ابن آدم خطاء) فقد رأى والده يخطئ فيعتذر، وشاهد والدته تغفر له من دون أن يضعف هذا علاقتهما. إنه شاهد كيف أن أمه كانت تقدّر والده وتثق به رغم أنه كان أحياناً يخيب ظنها أو يخطئ في تلبية حاجاته.
ـ إذا غابت القدوة فلابد من التدريب وإلا:
والمشكلة التربوية الحقيقية أن معظم الرجال لم يشاهد في حياته أو صغره ذلك النموذج القدوة الذي يتعلم منه مثل هذه المواقف، فبالنسبة لهذا الشاب ـ وكذلك الحال بالنسبة للفتاة التي لم تجد في حياتها القدوة العملية في أمها ـ فإن موضوع الزواج والعلاقة الزوجية وتكوين أسرة، ليس بالأمر السهل تحقيقه، فهو لم يجرب ويرى بنفسه كيف يتم الأمر بشكل سليم. وهناك مَن شبّه هذا الأمر بمن طُلب منه قيادة طائرة من غير تدريب مناسب. فقد يعرف كيف يحرك بعض أدوات الطائرة، إلا أنه بالتأكيد يجهل كامل الخطوات من لحظة الإقلاع إلى لحظة الهبوط، ومما يزيد الأمر تعقيداً، أن يشاهد والده ووالدته يفشلان في قيادة طائرة علاقتهما الزوجية، فمن أين له أن يطير مع زوجته في أمن وسلام؟!








 توقيع :

قديم 08-10-2005, 02:22 AM   #2
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


حواء وحرية اختيار الزوج

* محمد حسين فضل الله

من الطبيعي أن تكون الفتاة صاحبة الحق الأول والأخير في اختيار الزوج المناسب لها. فليس لأحد أن يضغط عليها في فرض أي زوج، لأن الله لم يجعل أحداً مالكاً لأحد.
ولكن هناك عدة نقاط، أو تحفظات، ينبغي بحثها في صدد هذه المسألة:
النقطة الأولى: هي البلوغ الذي يلتقي أو الذي يمتزج بالرشد. فلا يكفي في تصحيح عملية الاختيار أن تكون الفتاة بالغة سن التكليف، بل لابد من أن تكون راشدة أو رشيدة، بحيث تستطيع أن تميز الاختيار الصحيح من الاختيار الفاسد في حياتها. فإذا اجتمع لها هذان الشرطان: البلوغ والرشد فإن بإمكانها أن تختار مَن تشاء.
النقطة الثانية: وتتمثل في الجدل الفقهي الدائر بين سائر فقهاء المسلمين حول السؤال التالي: هل يشترط في زواج الفتاة العذراء إذن الولي كالأب أو الجد، وربما يمتد بعضهم إلى الأخ الأكبر ولو على نحو الاستحباب، أو انه لا يشترط ذلك؟ هناك فريق كبير من الفقهاء يقول: إن البالغة الرشيدة كالبالغ الرشيد، ليس لأحد سلطة عليها.
فإذا كانت الفتاة رشيدة في التسع سنوات فلا بأس في ذلك، وإذا لم تكن رشيدة فالأمر يحتاج أن تصل إلى سن الرشد، وسن الرشد ليس محدداً بحالة زمنية بل بحالة عقلية.
وعلى هذا الأساس هناك رأي لا يشترط شيئاً في موضوع صحة زواج الفتاة وصحة اختيارها إلا البلوغ والرشد، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى الرجل. وإن كان هذا الرأي يستحب لها أن تستشير أباها أو جدها أو أخاها في ما يمكن أن يحقق لها رشداً إضافياً على مستوى الاستشارة في الانسان الذي تختاره، لأنها من الممكن أن تخضع لجو عاطفي ضاغط على مشاعرها يمنعها من أن تفكر بطريقة موضوعية في المسألة، لاسيما أن جانب الإحساس في المرأة أو جانب الضعف الطبيعي العفوي في حياتها قد يجعل كثيراً من الناس يستغلون هذا الجانب من شخصيتها، وهو براءة الطهر في ضعفها وفي إحساسها إذا صح التعبير.
فيحسن لها أن تستشير في هذا الأمر الحيوي الذي يمثل مسألة مصير، لاسيما إذا عرفنا أن أمر الطلاق بيد الرجل وليس بيد المرأة، كما يحسن لها أن تستشير في القضايا الأخرى التي تتصل بالجوانب الأخرى من حياتها.
وهناك رأي آخر لبعض الفقهاء، أو لكثير منهم، يشترط في صحة زواج الفتاة ممن تختاره إذن الأب أو الجد من جهة الأب. ولكن ليس معنى ذلك أن للأب أن يجبرها على قبول مَن لا تريده، لكن له أن ترفض مَن تريده انطلاقاً من المصلحة التي يراها. ولكن عندما نرى إن الأب لم ينطلق في رفضه من مصلحة بل من استغلال، أو من حالة تعسفية، وكانت الفتاة محتاجة إلى الزواج، فإنه من الممكن جداً في رأي بعض هؤلاء الفقهاء ـ ألا يكون للأب أي دور في هذه المسألة لأنه لا يمارس هذا الموقع الذي أعطاه إياه التشريع بطريقة اسلامية، بل بطريقة ذاتية عدوانية أو عبثية أو استغلالية.
وفي كل الأحوال، للفتاة الرأي الأول والأخير في الاختيار. وربما تتحفظ بعض الفتاوى في حرية هذا الاختيار عندما تربطه بإذن الأب، ولكنها لا تتحفظ في أنه ليس لأحد أن يفرض عليها مَن لا تريده. هذا من الناحية الشرعية الملزمة.
ـ عناصر الاختيار:
وفي صدد عناصر الاختيار نرى أن للفتاة ـ كما للشاب ـ الحق في أن تطلب الأشياء الذاتية، باعتبارها انسانة لها أحاسيس ومشاعر وطريقة في التفاعل مع الانسان الآخر. فلها أن تطلب ـ في عملية اختيارها ـ الانسان الجميل، أو الانسان المقبول من حيث الشكل، لأنها لا تطيق أن تعيش مع إنسان قبيح الشكل، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى الرجل. ولها أن تطلب الانسان الذي يمثل الكفاية الحياتية من حيث إمكانياته المادية. ولها أن تطلب الشخص الذي يملك مستوى ثقافياً معيناً أو مستوى اجتماعياً معيناً.
إن الإسلام لا يقف أمام رغبة المرأة في تحديد المواصفات الذاتية للرجل الذي تريد أن تختاره، باعتبار ان مسألة الزواج هي مسألة اختيار ناشئ عما يفكر فيه الانسان في حياته. ولكن الاسلام الذي يحترم إرادة المرأة والرجل في هذا المجال يحاول أن يوجه رغباتهما ليؤكد أن هذه المواصفات التي قد تنجذب إليها المرأة أو الرجل لا تمثل القيمة الكبيرة، بحيث يجعلانها في قمة اهتماماتهما، فتكون الخط الصحيح في حياتهما.
إن مثل هذه الأمور لا تعتبر أساساً في ثبات الحياة الزوجية، فالجمال ـ مثلاً ـ شيء طبيعي في الرغبة، لاسيما في مجال الرغبة الحسية، ولكن قد يذهب الجمال بفعل التشويه، أو بفعل أي وضع من الأوضاع، وربما يذهب المال، وربما يُصاب الانسان بنكسة مالية أو بخسارة كبيرة وقد يفقد مركزه الاجتماعي مثلاً، وتضعف ثقافته بفعل عدم الممارسة. إن هذه الأمور ليست من الأمور التي تمثل العناصر الثابتة التي يمكن أن تتحرك في داخل الحياة الزوجية لتضمن سلامتها.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الزواج يمثل علاقة خاصة، لأنه يمثل أسلوباً من أساليب حركة العلاقات الإنسانية في ما يتصرف به كل فريق تجاه الفريق الآخر على مستوى احترام حقوقه، وعلى مستوى احترام مشاعره وعلى مستوى طريقة إدارة المعنى الإنساني في داخل هذه العلاقة، وما إلى ذلك.
إن هذه المسألة تتصل بالجانب الأخلاقي في شخصية الزوج أكثر مما تتصل بالجانب المادي. فقد يغرق الزوج زوجته بالمال أو بتلبية الرغبات الحسية، ولكنه لا يحسن التعامل معها بشكل إنساني جيد من خلال غياب الجانب الإنساني في تعامله، إن حياتها سوف تتحول إلى جحيم. وكذلك عندما لا يكون الانسان متديناً يخاف الله فإنه من الممكن جداً أن ينعكس عدم تدينه على طريقة تعامله مع زوجته التي يستضعفها في البيت، عندما لا يكون هناك شخص آخر معهما يحمي الزوجة من الزوج. كما انه يستطيع أن يدمر حياتها بطريقة أو بأخرى من خلال طبيعة إثارة المشاكل والقضايا وما إلى ذلك بشكل سلبي في الحياة الزوجية.
لهذا ركز الاسلام في توجيهه المرأة على الارتفاع برغباتها إلى الجانب الذي يمس عمق انسانية العلاقة وعمق ثباتها، هو (الخلق والدين). فقد جاء في الحديث المأثور: (إذا جاءكم مَن ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، على أساس أن الزيجات التي تتحرك خارج هذا النطاق هي زيجات لابد من أن تفرز الكثير من المشاكل ومن الخلافات ومن الفساد في العلاقات الزوجية.
لا أريد أن أقول: إن على المرأة أن تنظر إلى الخلق والدين ولا تنظر إلى الأشياء الأخرى، وإنما أريد أن أقول: ن الفكر الاسلامي ـ في ما نفهمه من أمثال هذه الأحاديث ـ يدعو المرأة عندما تريد أن تنظر إلى الجوانب الأخرى ألا تعتبرها الأساس، بل عليها أن تنظر إلى العناصر التي تمس طبيعة العلاقة الزوجية من حيث هي علاقة انسانية اجتماعية تحتاج إلى الأخلاق التي تحكم نظرة كل من الزوجين للآخر وتصرفه نحوه، وإلى الالتزام الديني الذي يمثل الضابطة التي تضبط تصرفات الزوج في الخط الشرعي نحو المرأة.
للمرأة الحق في أن تطلب الرحل الجميل والرجل الغني والرجل الذي يملك مركزاً اجتماعياً والذي يملك مركزاً ثقافياً، ولكن عليها أن تضع أمامها ـ إلى جانب هذه العناصر ـ عنصري الخلق والدين، لأنهما هما اللذان يساهمان في نجاح الحياة الزوجية حتى ولو افتقر الرجل أو ذهب جماله أو فقد مركزه الاجتماعي.
إن الأخلاق والدين يمكن أن يمثلا الأساس في هذا المجال. وهذا المعنى الذي يؤكده الاسلام في الرجل يؤكده في المرأة، فقد ورد في بعض الأحاديث إن هناك مَن سأل رسول الله (ص): مَن أتزوج؟ قال: (عليك بذات الدين تَرِبَت يداك)، انطلاقاً من هذا التعبير ـ أيضاً ـ لابد للرجل من ألا يجعل جمال المرأة ومالها الأساس، ولذلك ورد في الحديث: (مَن تزوج امرأة لمالها ولجمالها، سلبه الله مالها وجمالها). الدين إذن هو الأساس في شخصية المرأة في العلاقة الزوجية، والدين هو الأساس في الرجل في مسألة العلاقة الزوجية، والأخلاق هي نوع من أنواع الفكر الديني في تفاصيله.
وإضافة إلى ما سبق نريد أن نؤكد حقيقة، وهي أن المرأة التي تطلب الجمال والثقافة والمال والمركز في الرجل، إلى جانب الخلق والدين، هي امرأة غير منحرفة اسلامياً. كما إن الرجل الذي يطلب في المرأة المتدينة الجمال والمال والثقافة والموقع الاجتماعي هو انسان ليس منحرفاً اسلامياً. فالانحراف هو أن يكون الجمال كل شيء، أو أن يكون المال كل شيء، أو أن يكون المركز الاجتماعي كل شيء، بحيث تكون الأخلاق والدين حالة هامشية في البحث عن الشريك في الحياة الزوجية






 


قديم 08-10-2005, 02:24 AM   #3
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


كيف يكون اختيارك صحيحا لنصفك الآخر..؟

اشتركت إليزابيث كلير بروفيت وباتريشيا سبادارو في تأليف ثلاثة كتب من السلسلة المشهورة "دليل الجيب إلى الروحانية العملية"، وقام قسم الصحافة بجامعة ساميت بنشر الكتب الثلاثة. هذه الكتب تتضمن نصائح عن هذا الموضوع ومواضيع أخرى مماثلة، وتستكشف أبعاد الحب والعلاقات الغرامية. وتعتقد السيدة بروفيت أن سر اجتذاب ما نريد هو أن نوفر في أنفسنا ذلك الشيء الذي نريده. بدلا من أن ترغب في أن تكون محبوبا، كن أنت الحب نفسه. إذا أردت تعظيم قدرتك على أن تحب وتحب، إبدأ بإعطاء الحب إلى الآخرين. بإمكانك بنفس الطريقة أن تعمل على خلق العلاقة المثالية التي تريدها، تحلّى بالصفات التي تريدها أن تتوفر في شريكك. بإمكانك أن تكون المغناطيس الذي يجذب العلاقات المثالية.
تبيّن السيدة بروفيت أيضا كيف أن الحنان يتغلب على كل التحديات ويخلق علاقة الحب الصحية النابضة بالحياة. في كتاب "كيميائية القلب" تشرح المؤلفة كيفية رعاية وتنمية الحنان والتسامح اللذان يساعدان الشخص على فهم الدروس الروحانية المتأصلة في أي تحد. من المهم جدا معالجة المشاكل فور بروزها لئلا يتقادم إهمالها ويتراكم كما تتراكم طبقات الرواسب الصخرية فتغلق أبواب القلب. والحنان ليس هو إلقاء اللوم على الآخرين للظروف التي نجدها تحدق بنا، وإنما يعلمنا الحنان أن رد فعلنا تجاه هذه الظروف هو الشيء الأهم، ويدعونا إلى أن نسمو بأنفسنا إلى أعلى لنواجه تحدياتنا من ارتفاع جديد.
تشرح مؤلفة الكتاب كيف أن الكرم والمثالية يؤثران عليك وعلى شريكك، فتقول إننا لن نستطيع تحقيق السعادة إذا لم نتغلب على سلبيات المثالية هذه. إن معرفتنا للمثالية تعلّمنا أشياء كثيرة عن علاقاتنا، بعضها جميل وبعضها كريه ولكنها جميعها ضرورية للسمو الروحاني. تتحدث السيدة بروفيت، في كتابها "شريك الروح والحبيبان التوأمان" عن ثلاثة أنواع من العلاقات، هي:
* علاقة الحبيبين التوأمين
روحان خلقتا معا منذ نشأتهما، نصفان لجسد واحد.
* علاقة شريكيّ الروح
شريكا الروح يختلفان عن الحبيبين التوأمين، فهما يجتمعان ليعملا معا لإدراك نفس النوع من المثالية إدراكا كاملا.
* علاقة شريكيّ المثالية
شريكا المثالية، هما شخصان (يبدو أحيانا أنهما لا يشتركان في شيء) ينجذبان إلى بعضهما لتحقيق الكرما المشتركة.
بما أن الزيجات غالبا تنسج من خيوط تاريخ الشريكين الماضي معا، إذن من المهم جدا إدراك وقع ماضيك وماضي شريكك عليكما الإثنين. تقول مؤلفة كتاب "الكرما والمثالية": يجب أن تسأل نفسك السؤال التالي عندما تبدأ علاقة جديدة: "هل أنا أود حقا أن أشارك هذا الشخص في نفس الكرما؟" هذا سؤال مهم جدا، لأننا عندما نتعاهد (وقت عقد الزواج) على أن نظل لبعضنا في السراء والضراء، نكون تعاهدنا أيضا على مساندة بعضنا في جميع أحوال الكرما -الجيد منها وغير الجيد. عندما تتزوج تضطلع بكرما شريكتك حيث أنك عاهدتها أن تظل بجانبها في العسر واليسر.
قد يكون هذا شاقا في بعض الأحيان، إلا أن مؤلفة الكتاب تقدم اقتراحات للتغلب على التحديات وإقامة علاقة حب صحية وحيوية. تشرح المؤلفة في كتابها "كيميائية القلب" كيفية تنمية الحنان والتسامح، وهو ما قد يساعد الشخص على فهم الدروس الروحانية المتأصلة في أي تحديات. وتختتم السيدة برفيت شرحها بالقول إن السـر الأهم في العلاقات الحميمة هي تنمية العلاقات الفريدة مع نفوسنا السامية ومع الله ومساعدة شريكنا على أن يفعل الشيء نفسه.






 


قديم 08-10-2005, 02:26 AM   #4
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


امتصي غضبه برقة تكسبيه وتكسبي راحتك


الاهتمام بجمالك والعناية بمظهرك الخارجي، إضافة إلى اهتمامك بالبيت والاولاد، مع مراعاة شؤونه، بأن تكوني الصديقة والأم والحبيبة بالنسبة له، كلها عناصر يقولون لك انها ستجعل زوجك يحبك ويحب حياته معك، بحيث لا يفكر في غيرك بتاتا. وهذا جميل، لكن ربما تتساءلين كيف يمكن ذلك وأنت مثقلة بالمسؤوليات خارج البيت وداخله، وليس لديك الوقت الكافي للأساسيات فما بالك بالكماليات، بل أنت قنبلة موقوتة تنتظر أقل كلمة لتفجر شحنة التوتر والغضب بداخلها، وطبعا هذه الحالة لا يفهمها بعض الأزواج، الذين يتعاملون معها أحيانا بأنانية وغضب أكبر ليستفحل الأمر وقد يصل إلى باب مسدود.
فالكثير من الخلافات الزوجية، حسب رأي الخبراء سببها عدم القدرة على التعامل مع الغضب أو فهم أسبابه، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى فتور في العلاقة الزوجية، ومن ثم فتور او انعدام كثير من الأحاسيس الجميلة بينهما، وهو ما يمكن تجنبه وتفاديه باتباع بعض النصائح البسيطة عن كيفية التعامل مع غضب زوجك.
الصمــت المقنن:
لا شك انك سمعت ان السكوت من ذهب. وهذا فعلا ما عليك ان تطبقيه في بعض الحالات . عندما ينتابك الشعور بالغضب، الجئي للغة الصمت لأنها أبلغ كلام، لكن الحذار من أن يترافق مع نظرات السخرية أو الغضب . في المقابل اجعلي الصمت وسيلة انثوية تشعره برجولته . فمن أسباب سعادة الرجل ومن أسباب زيادة حبه لزوجته هو شعوره برجولته أمامها وبأنها تحترم غضبه ولا ترد له الصاع صاعين.
فرصة للمراجعة:
عندما يفجر شحنة غضبه عليك، تمالكي أعصابك واستأذنيه بالخروج من الغرفة، حتى تهدئي من جهة، وحتى تتيحي له الفرصة لمراجعة نفسه من جهة أخرى، وتأكدي أنه بعد ان يهدأ سيشعر بالذنب لأنه ضخم الأمر الذي أثار غضبه.
لا للمقاطعة :
قد تكونين مستاءة لأنه فعلا جرح مشاعرك، لكن إياك ان تستعملي اسلوب المقاطعة ولو لساعات. لأنه قد يندم في البداية وقد لا يتحمل مقاطعته له، لكن التعود يولد التحمل، أي انه سيعتاد على مقاطعتك له عند أي خلاف بينكما، إلى حد أنه قد يتبنى الأسلوب ذاته معك. انتبهي ان لا تمتد هذه الفترة أكثر من ساعتين إذا بقي في البيت، بعدها قدمي له كوبا من العصير أو فنجان شاي. في أغلب الحالات سيكون هو السباق بالكلام، لكن في حالة ما إذا كان عنيدا، فلا بأس ان تبادري انت وتطلبي منه بهدوء النقاش في ما حصل.
لا للعبوس: لا أحد ينكر أنه لا يمكن المزاح أو الحفاظ على وجه بشوش بعد كم الغضب الذي فجَره في وجهك، لكن هذا لا يعني أنه عليك اللجوء إلى العبوس. الرجل لا يميل إلى المرأة العابسة وهو في أحسن حالاته، فما بالك بالعبوس وهو غاضب ولا يطيق أي شيء من حوله. تذكري أن الوجه السمح والبشوش يذوب أقسى القلوب، ويجعلها تشعر بالذنب.
لا للنقاش العقيم: لا بد مناقشة مسببات الغضب، حتى يمكن تلافيها مستقبلا، لكن هناك نقاشاً إيجابياً، ونقاشاً عقيم توجه فيه الاتهامات أكثر من الحلول. لا تحاولي أن تلوميه على غضبه، أو تعلميه كيف يختار كلماته عند الغضب باستعمال كلمات نابية أو قاسية معه، في المقابل ناقشيه في الأسباب وحاولي أن لا تطيلي النقاش بالتوصل إلى حل سريع . للأسف مهما كان الرجل محاورا جيدا خارج بيته، فانه يرفض لا شعوريا أن يتحاور مع زوجته في وقت الخلاف والغضب . عند محاسبته استعملي الهدوء وتجنبي أي حساسية أو محاولة إيذائه بالكلام مثلما فعل تجاهك . فما تفوه به في لحظة غضب، كان في لحظة غضب انتهت.
وأخيرا وليس آخرا تسلحي بأقوى سلاح الكلمة الرقيقة والتفهم. فأنت بهذه الصفة لن تخمدي غضبه وعصبيته فحسب، بل ستجعلين حياتك اكثر هدوءا ونسبة التوتر الذي تعانين منها أساسا أقل بكثير من مواجهته مواجهة الند للند أو قابلت عصبيته بعصبية أكبر.






 


قديم 08-10-2005, 02:29 AM   #5
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


لماذا لا تقدمين لزوجك‏..‏ وردة؟

إن كان الملل قد تسلل إلي حياتك الزوجية وأصبحت مسئوليات

الحياة هي الموضوع الرئيسي الذي يسيطر علي حوارك مع زوجك

بعد أن ضاعت كلمات الحب والغرام فلماذا لا تعيدين الرومانسية

إلي أرجاء منزلك وتبادرين بالخطوة الأولي ولتكن هدية

تعبرين بها لزوجك عن حبك واإهتمام‏,‏ فالرجل أيضا في حاجة

إلي هدية من زوجته ليقتل بها الرتابة التي تصيب العلاقة الزوجية‏.‏

الدكتورة مديحة الصفتي أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية تؤكد

أن الهدية بصرف النظر عن قميتها المادية تعبر عن المشاعر الجميلة

وهي دواء سريع المفعول يرفع الروح المعنوية ويغذي الأحاسيس‏,‏

فالوردة علي سبيل المثال ترمز للحب وهي كافية للتعبير عنه ولها

اثر إيجابي وغيابها يزيد من جفاء المشاعر الإنسانية لذلك تنصح د‏.‏

مديحة كل زوجة ان تقدم وردة إلي زوجها لتعبر له عن اهتمامها به

ورغبتها الحقيقية في إسعاده‏..‏ وهذا لا ينفي ضرورة أن تكون الهدية

متبادلة بين الطرفين وليست قصرا علي طرف دون الآخر خاصة في

المناسبات مثل أعياد الميلاد وعيد الزواج وعيد الحب‏,‏

فالإنسان لا يهدي إلا من يحب لكي يسعده‏.‏

لذلك فإن وجود الهدية في العلاقات الزوجية عامل مهم لاضفاء نوع

من الرومانسية والتقريب بين الطرفين خاصة في أوقات الخلاف فأحيانا

يكون للهدية البسيطة تأثير يفوق تأثير عشرات من كلمات العشق والوصال‏.‏

والآن‏..‏ دعك من قول لماذا لا يقدم هو وردة لي؟ وهو القول الذي من

المؤكد أنه بادر إلي ذهنك عند قراءة عنوان هذا الموضوع‏..‏

والا ستصبح المشكلة‏:‏ من سيبدأ الخطوة الأولي؟‏..‏






 


قديم 08-10-2005, 02:32 AM   #6
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


هل فكرتَ بمنحها قلبكَ وقليلاً من الوقت؟

هل فكرتَ بمنحها قلبكَ ؟


* خولة القزويني

حديثي هنا لا يأتي من فراغ أو بناء على تحليل شخصي، وإنما هو حصر لمجموعة كبيرة من المشكلات أتت إليّ دفعة واحدة في فترة زمنية متقاربة:
يشكو الرجل من الفتور العاطفي للمرأة وخشونة طباعها ومن ثم تمردها على دورها الأنثوي فيسمح لنفسه أن يغرق في غيابه وعجرفته دونما البحث عن سبب لهذه الأزمة النفسية أو علة لهذا التغير والنفور ففي قناعاته الشخصية يبحث عن مخلوقة متكاملةم ن حيث تلونها على جميع الأدوار كزوجة وأم وعشيقة وصديقة تلعب بمهارة وتتشكل بمنتهى الدقة لتفوز بقلبه ولتحظى عنده بمكانة كبيرة، ولكنه ذا المخلوق لم يفكر ان وراء هذه العملية دوافع ومحركاً فاعلياً نفسياً يستثير فيها تلك الرغبات ويفجر فيها حمم العاطفة، فالكلمة الطيبة بوجه الزوجة عبر ابتسامة راضية قانعة تثري في قلبها مشاعر الرضا وتغمرها بفيض من السعادة، ليجعلها ترضى بأقل القليل وقانعة بأدنى اليسير، والإمام علي بن أبي طالب يقول: (المرأة ريحانة وليست بقهرمانة)، فالرقة والنبل والاحترام لمواقفها اضافة لغفران أخطائها سيخلق من شخصيتها شيئاً جديداً ومتفتحاً للحياة.
تشكو الكثير من الزوجات من سلبية الزوج وعدم اكتراثه بمتطلبات الزوجة ورغائبها، فتراه يغيب عن البيت ساعات طويلة دون أن يتفقد أولاده وحاجاتهم وتحصيلهم العلمي. فمعظم الأمهات يقمن بدور كبير في تدريس الأولاد وإعداد لوازم البيت والقضايا المعيشية فتستهلك الزوجة عصبياً ونفسياً وتود في قرارة نفسها لو تجد يداً رحيمة تربت على كتفها ولساناً شاكراً يهدهد أمانيها الجميلة فتتصرف بلباقة وامتنان.
الرجل في مجتمعنا ينقاد لطبيعته الجافة، ضارباً عرض الحائط أحاسيس هذه المرأة التي تضطرب وتتشكل بفعل الظروف العامة القاسية التي تفرض عليها قسراً، وأمورها الخاصة التي تكتنفها في حالة الحمل والولادة والتربية القاسية مع المسؤوليات المتضاعفة عن كثرة الأولاد، وفي زحمة هذه الأمور يرغب الزوج امرأة عاشقة والهة قمة في الأناقة والإثارة تستطيع أن تفرمل وبمهارة هذه الضغوط لتتباعد عنها حسب رغبته لتبرز في صنعة جديدة تقذفها الحياة كالساحرة أو الأسطورة، ناهيك عن تحميلها مسؤولية فشل الأولاد في حياتهم الدراسية والتربوية.
كل امرأة تتمنى أن يجمعها وزوجها حوار دافئ وايجابي في أية أزمة أو مشكلة تنبثق فجأة ودون مقدمات، فسلبية الرجل وترفعه المفتعل يشعلان فتيل معركة كلامية حادة بينهما، وأمام أعين الأولاد تقذف المرأة بالشتائم والسباب واللعنات وتهان كرامتها أمام الآخرين فيسقط اعتبارها كانسانة محترمة لتحبط وتنتكس انتكاسة مرضية تنمو مع الأيام، هذا الرجل يبحث عن الراحة جاهزة معدة له إعداداً مرتباً ومنسقاً كما لو كان صبياً في بيت ذويه.
أي رجل يستطيع أن يقرب المسافات بينه وبين زوجته عبر حالة شعورية متدفقة من ذاته ليحيط امرأته بكل صنوف الحنان والرعاية لتقترب منه وتخطو خطوات ايجابية نحو كل المتاعب لتتفاعل معها بتوازن وتجتازها بنجاح.
المرأة في مجتمعنا أصبحت كالزهرة الذابلة لفرط الاجتهاد والجفاف والعناء، لم تشعرها حيوية الرجل العاطفية بأي شيء من الحب والدفء والارتياح.
فالتودد العاطفي للمرأة ضروري جداً حتى تتفتح مساماتها العطشى لحب الحياة ولإشعال حرارتها بكل مشاعر السعادة لتعطي، لتضحي لتتنازل عن قناعة، وعن طيب خاطر، ولسنا بغافلين عن أخلاق رسول الله (ص) كزوج حينما يقول: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
ويصف في مقام آخر النساء ترفقاً بهنّ (رفقاً بالقوارير).
ان ما يطلب من الرجل ليس بالأمر العسير، وليس بالشيء الذي يفوق الوصف والاحتمال، ففي لحظة خاطفة من عمر الزمن يغوص في ذاته ويتعمق في كيانه ليدرس نفسه ويغير من أسلوب معاملته حتى يذيب الحواجز الجليدية التي صنعها الروتين والرتابة، ثم يقف وقفة تأمل صامتة ليحاسب نفسه على مهل، ويتفكر ملياً ليفهم ان مفاتيح السعادة مخبوءة في أعماقه يستطيع أن يفجر مكامنها عبر وسائل كثيرة ومتعددة، وطاغور كان يقول: (الأشياء الصغرى عند المرأة هي أشياؤها الكبرى).
القضايا التي يظنها تافهة ولا قيمة لها قد تكون غاية في الأهمية عند المرأة، فالكلمة الطيبة، التعبير عن الحب، الإمام الصادق (ع) يقول: (كلمة الرجل أحبك لزوجته لن تذهب من قلبها أبداً). الإقبال عليها بهدية بسيطة تسر قلبها وذلك عبر مناسبة يختلقها بحذاقة وكياسة لتشغل مشاعر الرضا كذلك تقدير متاعبها، ترتيب المسؤوليات بينهما وتنظيم الحياة لكي يخفف عنها الكثير من الأعباء، اطراء محاسنها، زرع ثقتها في نفسها، احترامها أمام الناس، كل هذه الأشياء قد تكون بلسماً شافياً لكثير من الجروح.
ورسول الله (ص) يقول: (عليكم بالزوج المؤمن فهو عن أحب المرأة أكرمها وإن لم يحبها فإنه لا يهينها).
فكثير من النساء بحاجة إلى هذا المخزون الروحي ليبدد ظلمة التعاسة والإحباط في نفوسهن الراكدة.
إنها تتعب .. تلك المخلوقة الساكنة إلى قلبك .. تدور في دائرة من المسؤوليات:
الوظيفة، البيت، الأولاد، تقوم بمهام مزدوجة في وقت واحد، هل فكر هذا الرجل في أن يمنحها قلبه، وقته، جهده، حبه، نوعاً من التقدير والاحترام؟
هل صارت الحياة مجرد دولاب قاس من الجفاء والروتين يجرفنا نحو مستقبل دون أن تتمهل في محطات خاطفة للاسترخاء والراحة؟
لم أصبحت المرأة الأخرى التي يبحث عنها في الظل منتهى الحلم ومنتهى الغاية تلفها المزايا والحسنات كما لو كانت قطعة من الجنة؟! ربما كما قيل في الأمثال مغنية الحي لا تطرب .. قد يعيش الرجل مع المرأة سنوات طويلة دون أن يفهم نفسيتها أو حتى طباعها أو يتأقلم مع شخصيتها كأنها مخلوقة غريبة جاءت إليه من كوكب آخر، ويرى في غيرها من النساء المثالية المنشودة، وهذا قد يكون ضرباً من ضروب الوهم، لأنه لم يقترب من امرأته اقتراباً نفسياً، وبالتالي لم يفهمها، لم يتحسس مشاعرها الدفينة رسم على عينيه منظاراً قاتماً فتاهت عيناه عن حسناتها وجمالها الداخلي الحقيقي.
الكبرياء المزيف الذي يفتعله وهو بصدد التعامل المعيشي مع الزوجة، الذي يعبر في مضمونه عن رغبة حقيقية ملحة في الترفع عن أنوثة المرأة، واعتبارها ضعفاً لا ينبغي النزول إليه لأنه انحطاط في الرجولة وضعف في الشخصية، وكلها مشاعر مزيفة ترسبت عبر عوامل تربوية خاطئة فتنمو الفجوة على مر السنين ويضطرم وار القسوة والجفاء لتحتدم مع نوازع المرأة الفاترة الهامدة .. فنقف أمام مشكلة اجتماعية ونهز رؤوسنا في حيرة: ما هو حل المشكلة؟!
الحل كامن في نفوسنا، يضطرب مع خلجاتنا، سهل يسير، لا عليك أيها الرجل إلا أن تحتوي المرأة لتحمي الحياة من الاضطراب.






 


قديم 08-10-2005, 02:35 AM   #7
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


من أجل سعادة زوجية في عالمٍ معقد

* خولة القزويني


العلاقة الزوجية عالم شائك ومعقد تبنى على أسس نفسية وروحية تتفاعل فيما بعضها لتحدث ذلك الانجذاب الطبيعي بين المرأة والرجل.
في الوقت الحاضر تعرضت هذه الرابطة إلى هزات عنيفة أفقدتها ذلك الرونق العبق.
الرابطة الزوجية من أسمى وأقدس الروابط الانسانية فعلى أساسها تُبنى المجتمعات وفي أحضانها تُصقل الشخصيات لتنخرط في خضمّ هذه الحياة ...
لهذا أولى الاسلام أهمية قصوى لهذه الرابطة وجعل قداستها ضمن اعتبارات شرعية وسلوكية يتحتم على الطرفين الالتزام بها.
((فعاطفة الحب)) هي الركيزة الأولى من استمرارية هذه العلاقة وحدد الإسلام هذا المعنى تحت مفهوم ((السكن واللباس)) كقوله تعالى: (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ)، وقوله تعالى في الآية الأخرى: (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
فهذه الخصوصية والسرية هي التي تحيط الطرفين بهالة من الدفء والحنان وتدفعهما إلى صب مشاعرهما في تلقائية وعفوية ... ولكي تستمر هذه الواحة خضراء معطاء تسقي أرض الزوجية حباً ورواءً لابد من سلوكيات وأخلاقيات معينة تقتضي الالتزام بها ليس كواجب فحسب إنما رغبة في إرضاء الطرف الآخر لكسب محبته واحترامه. هذه الأيام بدأ الدفء يتسلل من عش الزوجية هارباً والحب ينطفئ ... ليصبح البيت محطة باردة لقضاء الحوائج المادية ... لتضيع الهمسات واللمسات الحانية بفعل الملل والروتين. ويهرب كل من الطرفين إلى الأقرباء والأصدقاء شاكياً، نادباً حظه يضع عيوب شريكه ضمن تقرير يومي يحفظه ظهراً عن قلب. وللمرأة في هذا الخصوص دور كبير وعظيم لكونها المحور الأساسي لهذا الكون وبفعل سيكولوجيتها وتكوينها النفسي تستطيع أن تغير وتحول وتبدل وهذا بحد ذاته تعظيم وتكريم لكل مَن يحاول أن ينتقص من موقعها النفسي في هذا المجتمع لهذا فثمة نصائح ثمينة لتلك الزوجة الحائرة التي يضيع صوتها الشاكي في زحمة الحياة ...
ـ عليك بطاعة الزوج في كل مواقفك وتنقلاتك، ان للطاعة خصوصية شرعية ناهيك عن طاعة المرأة لزوجها بدافع الحب والاحترام حتى لو لم يكن هناك ثمة التزام.
ـ الأنوثة: لقد أخطأت الحضارة حينما صوّرت لكِ الأنوثة في ألوان ولباس فقط ... هي بعض منها لكنها ناقصة دونما تلك الخصائص النفسية التي تجذب الرجل وتأسر قلبه ... المرأة المحبة التي لا تتورع عن التودد وإظهار العاطفة الجياشة ناحية الرجل وتحمل عصبيته وعدم تحديه ثم محاورته بصوت ناعم رقيق ليس فيه تحدي وغضب وخشونة ... إظهار الضعف والاستكانة بقربه ... امتصاص نقماته بصبر وتأني ... لا بأس أن تمسح على شعره، وتربت على كتفه، تبثه الحنان ... تغوص في أعماق قلبه لتنزع كل همومه وآلامه ... الالتصاق بالزوج ليشعر بالأمان والراحة ... فرسول الله (ص) يقول: ((خير النساء الودود الولود)) فالمرأة المتوددة للرجل هي التي تكسبه حبيباً للأبد.
ـ الزينة: لغة ساحرة تجذب الرجل وتأسره منها سلاح المرأة على مر العصور لماذا تتحسري على عارضات الأزياء، أو ممثلات السينما، قد تكونين أنت الأجمل بل والأفضل من كل شيء ... لو عرفت كيف تعتنين بنفسك، فالاهتمام بالرشاقة عبر الحركة والرياضة ونظام الغذاء، ثم ارتداء الثياب المغرية داخل البيت هناك مقولة يتداولها البعض مفادها أن الشبعان في بيته لا يبحث عن مطاعم بديلة والرجل الذي يكتفي جنسياً بالمرأة ويجد فيها كل ما يمتع ناظريه وحواسه وعواطفه فليس هناك ثمة فرصة ليبحث عن بديل ... الشعور بالنقص هو الذي يدفع أكثر الرجال للبحث عن نساء أخريات، فبعض الزوجات يتمنعن بفعل مزاجهن المتقلب أو يهملن في زينتهن فتراهن مع أزواجهن يتخطرن في جلابيب واسعة أشبه بالأكياس ليخفين الشحوم والترهلات، وهذا كله بفعل الإهمال فالأوزان شيء متغير، قابل للتغيير بامكانك العودة إلى الرشاقة ثانية، بامكانك تغيير كل شيء من جمالك نحو الأفضل، لابد أن فيك شيئاً ما جذب زوجك إليك في أول الزواج وأشعل حماسه، إبحثي عن ذلك الشيء، تعلّمي المشي الرشيق الجلوس المهذب، الحديث الممتع ... اصنعي من نفسك نجمة مغرية لزوجك ... تصرفي كما لو كنت عشيقة أو حبيبة فربما الأمومة ومسؤوليات البيت تزاحمك في هذا المضمار ... لكنك بذكائك تستطيعين فعل المستحيل.
ـ النظافة: كثير من النساء تهتم بالمظهر الخارجي والنظافة السطحية دون النظافة الداخلية فالطهارة الجسدية عنصر مهم لتكامل الشخصية.
ـ الثقافة الجنسية: لابأس أن تتثقفي وتتعلمي عبر الكتب الصحية والطبية بعض ما يخص أسرار جسدك وأسرار هذه العلاقة، ثمة أشياء تغيب عن النساء بفعل التربية الخاطئة ... وقد تكون المصارحة بين الزوجين في هذه القضية شيئاً مهماً كي يعالجان البرود، عدم التوافق، السعادة الزوجية تتوقف على هذه الركيزة وكل ما دونها من مشاكل إنما هي فقاعات عائمة على السطح.
تعبير طبيعي عن العشق والحق اتجاه الطرف الآخر، فكلماك بر هذا الحب وتعمق كلما حاولنا أن نستميت من أجل أن نعبر عن هذا الحب عبر تلك السلوكيات والأساليب والتغيير من الأوضاع لتعطي مزيداً من البهجة والرونق لحياتك الزوجية.
ـ الكلام: اعرفي كيف تتحدثين مع زوجك ... ربما قبل الزواج كنت أميرة حالمة، عاشقة، حديثك همساً وشكلك طيفاً ... الآن كل شيء تغير ... نوع الحديث، ونبرة الصوت بالأمس كان حلماً وعزفاً جميلاً يطرب مسامع الحبيب والآن شكوى وتذمر وصراخ فيه الخشونة والحدة... كفي عن الشكوى من الأولاد والتذمر من سلوك الخادمة كلنا نقع في هذه المصيدة ... ولا عيب أن ننتشل أنفسنا من هذه السقطات، حاولي أن تهمسي بالليل وتتحدثين بصوت هادئ، في النهار، الصراخ والضجيج معولان هدامان للحب والجاذبية، الابتسامة الدائمة والسحرية من هموم الحياة الاعتيادية كفيلة بطرد شبح الآلام، فليجمعك ليلاً وعندما تنطفئ الأنوار حديث الوسادة ... وهمساً عاطفياً يستحث جذوة الحب المنطفئة ويشعل أوارها من جديد ... استحضرا بعضاً من ذكريات الخطوبة وشهر العسل، هات ألبوم صور زواجكما واستعيدا معاً الذكريات القديمة منذ أن التقيتما أول مرة، ستجدين إن شاء الله بعضاً من المشاعر الدفينة ... تتسلل على السطح وتظهر من الأعماق.
ـ الثقة بالنفس: نقطة مهمة في حياة كل امرأة ... لا قيمة للشخصية أو الجمال دونها ... فهناك كثير من الجميلات يفقدان ثقتهن بأنفسهن وربما تكون هي سمة عالية في بعضهن ممن يقلن جمالاً عن غيرهن قد تولّد هذه الصفة بعضاً من الأمراض المزمنة التي تقلق الحياة الزوجية وتوتر الحياة كالشعور بالنقص، فالمرأة التي تفقد ثقتها بنفسها تغار من كل النساء ربما تغار ممن أقلها حظاً في الحياة ... لكن هذا الشعور المتضخم من ذاتها يحولها إلى كائن غير مشبع ... يبحث عن الإطراء والإعجاب في عيون الآخرين ويتعب نفسياً عندما يهمل ويتجاهل أمره ... هذه السيدة المهزوزة النفس ترتبك عندما تُذم أو تُنتقد نقداً سلبياً وترتجف أوصالها وربما تقضي ليلها ونهارها تفكر في هذا النقد ... بينما السيدة الواثقة من نفسها مهما سمعت وانتقدت لا تكترث ولا تهتم لأنها واثقة من نفسها وجمالها وشخصيتها ولا تتعرض لمشاكل الغيرة حتى لو تعرضت لمقارنة مع غيرها من النساء ... هذه السيدة المتزنة لا تهتم بالمظاهر الخارجية ولا تستميت من أجل اقتناء الملابس والحلي للفت الأنظار وإشباع النقص ... هي تكتفي بالمقدار المحدود والقليل لأن في أعماقها الشيء الكبير والكثير، هذه الثقة نستمدها من ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ومن قناعتنا بما أعطانا الله ... تكامل الانسان لا يكون إلا من الإيمان بمقدرتنا ومواهبنا التي أعطانا إياها رب العالمين.
ـ الاهتمام بالبيت: مهما كان البيت صغيراً أو كبيراً، بسيطاً أو فخماً ... قد يتحول بيديك وبلمساتك إلى جنة وارفة الظلال أو إلى صحراء جرداء مقفرة، لا تتركي زمام الأمر كله بيد الخادمة، هي عامل مساعد لكنها ليست كل شيء ... البيت هو مملكتك الصغيرة وإدارته بيديك فحاولي خلق جواً من الراحة عبر اختيار الأثاث المريح والأضواء الهادئة ... بامكانك أن تخصصي ركناً من البيت للاسترخاء كأن تضعي النباتات الداخلية وشلالات صغيرة صناعية من الماء ... طيور مغردة في بعض الزوايا ... نوراً خافتاً ... تشربان في هذا الركن الجميل الشاي ... تجلسان وكأنكما في حديقة غناء ... الراحة النفسية ليست بفخامة الموبيليا والأنتيكات الفاخرة ليس هذا مهماً ... المهم هو الطابع النفسي المريح ... الهدوء الجميل ... والألوان المريحة للأعصاب ... النظافة ... الرائحة الطيبة المنبعثة من البيت ...
هناك الأعشاب المعطرة ... والشموع ذات الروائح الزكية ... هل فكرت ذات يوم أن تتناولي العشاء على ضوء الشموع وفي جو رومانسي حالم ... أنت صاحبة الأمر ... اصنعي بيتك بذوقك وبمزاجك ... اصنعيه بالصورة التي توفر الراحة لأسرتك وتخلق لها جواً مشبعاً بالأمان والاسترخاء قد يكون هذا الحديث ليس هو الخاتمة لكنها أشياء ضرورية ومهمة وربما جاءت مختصرة فحديث حساس كهذا متشعب لو أخذنا كل نقطة على حده وحللناها تحليلاً دقيقاً وربما هناك بعض من الأمور المحرجة لا ينبغي الكلام عنها بصراحة متناهية اللهم إلا الشيء البسيط
.

*المصدر : مقالات






 


قديم 08-10-2005, 02:38 AM   #8
[حـب ].. كل الحب


الصورة الرمزية ولــــd
ولــــd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1300
 تاريخ التسجيل :  Jul 2004
 أخر زيارة : 12-23-2009 (03:02 AM)
 مشاركات : 4,023 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Crimson


جدلية النجاح بين الرجل والمرأة

* كفاح الحداد

تبقى جدلية النجاح بين المرأة والرجل في أشكالها وصورها وأساليبها من أهم الجدليات المعاصرة. وإذا كان النجاح أمراً نسبياً من الصعب تحديد الإطار العام له فهل هو واحد بين المرأة والرجل؟ وهل الأساليب التي تتخذها المرأة في تحقيق أهدافها هي عينها أساليب الرجل؟ وقبل هذا وذاك هل تعيش المرأة آفاق النجاح وتأملاته كما يعيشها الرجل؟ أم ان بين الجنسين محاور عديدة من الاختلاف والتباين صنعتها الظروف الاجتماعية والبنية التكوينية الجسدية والنفسية؟
ترى (هل في المرأة طموح إلى العلا والرفعة والعظمة وهل الطمع من طبائعها؟ تتعذر الإجابة عن هذا السؤال لأنه لم يتح للمرأة بعد أن تبدي ميلها من هذا القبيل إذ لا تزال أبواب السعي ضيقة في وجهها على أن ذلك الطموح مشاهد في المدرسة بين الفتيات والفتيان على السواء، وعلى هذا فالطموح واحد بين الجنسين ولكن اختلاف الأهداف يؤدي إلى اختلاف سبيل وشكل النجاح .. وإذا كان النجاح في الوصول إلى الهدف .. والهدف لابد وأن يكون هدفاً سامياً انسانياً ذو آثار حسنة على الآخرين .. فالمرأة تنطلق من رسم أهدافها من محاور ثلاثة أو (هويات ثلاث وليس هوية واحدة .. تكمن الهوية الأولى في اعتبارنا كائنات جنسية، أما الهوية الثانية فهي تعبر عن وجودنا كأمهات فنحن مختلفات أيضاً على مستوى الإنجاب لأن جنسنا هو الذي يمنح الحياة ويرضع ولهذا الأمر تأثيرات عميقة في حياتنا .. وتشير الهوية الثالثة إلى انتمائنا إلى المجتمع كعاملات وكمواطنات).
وربما ينطلق الرجل أيضاً في تحديد أهدافه ضمن المحاور نفسها فقد يكون هدفه الحصول على الفتاة المناسبة والزواج منها وتشكيل الأسرة والفوز بأبناء ناجحين ولكن هذه الأهداف عند الرجل محدودة مؤقتة أحياناً فالنجاح في نظر الرجال في الحصول على المكانة الاجتماعية المرموقة وأن يكون شخصية موضع احترام كل أصناع المجتمع .. والنجاح بالنسبة للمرأة يكون في امتلاك قلب رجل والاحتفاظ به طول العمر. وقد نشرت صحيفة الأهرام مقالاً عن أستاذة انجليزية وصلت إلى مراتب متقدمة من النجاح ولكنها بعد هذا الشوط الطويل وقفت أمام طلبتها لتقول أنها كانت امرأة فاشلة لأنها لم تفكر في تكوين أسرة وبأن يكون لديها أطفال .. وكثير من النساء العاملات يتركن العمل بعد الزواج والولادة.
وقد ورد في أحد الأخبار ان إحدى عضوات مجلس العموم البريطاني قد تفرغت لأسرتها وتركت عملها الوظيفي، وقد استقالت الكاتبة الأمريكية آن كريتندن مؤلفة كتاب (لحن الأمومة) بعد ولادة ابنها البكر، ومن النادر سماع مثل هذه الأخبار في محيط الرجال بل ان الرجل يوالي مسيرته الوظيفية والاجتماعية غير متعثر بمجيء الزوجة أو الأولاد أبداً بل ربما يجهد نفسه أكثر باعتباره المسؤول عن تأمين القوت.
ان هناك اختلاف في مجالي المرأة والرجل. فمجالاته تطوير الذات ومجالاتها انكار الذات وان طبيعة المرأة بحكم وظيفتها الحياتية من إنشاء الأسرة في المجتمع وتوطيد دعائمها قد جعلها تميل إلى الاستقرار بكل معانيه من حيث تحقيق المأوى وترسيخا للعلاقات .. وأي شيء يهدد أحد أفراد الأسرة معناها تهديد لكيانها.
ولهذا فنجاح المرأة يكون عالقاً بنجاح زوجها وأبناءها ومهمتها الأسرية والأمومية هي المهمة الأولى التي تعزز شعورها بالكمال والتسامي ولهذا تكون أقرب إلى الواقعية، وحينما تكبر المرأة لا تشعر بالانكسار وفقدان القيمة الذي يتعرض له الرجل بل أنها ترى نفسها في القمة حيث حققت أهدافها الماثلة أمامها في أولادها وأحفادها ولعلها لهذا تكون أكثر تواصلاً وتفاءلاً بالحياة. فرغم ان (الطموح إلى المراكز الرفيعة بين النسا هو بلا ريب من أشهر مبتغيات المرأة لأنه يؤدي إلى الظهور والتفوق على أن هذه العاطفة فيها تمتاز بكونها تتناول الأسرة جميعاً، فالمرأة تود أن ترى زوجها وأولادها في تقدم مستديم فتلك مفخرتها العظمى .. فطموح المرأة في الغالب متعلق بزوجها على أنها تحفل بكرامة مركزه عند الناس أكثر مما تحفل بأهمية ذلك المركز في الواقع.
وكانت المرأة دوماً خلف الستار فهي التي تعد الناجحين للحياة وهي التي تقف سنداً لنجاح زوجها في مسيرة الانسانية ومقولة (وراء كل عظيم امرأة) تنطلق من هذه الزاوية التي تعيش فيها المرأة الانشداد العميق لأسرتها بصورة تركت آثارها جلية على حياة كثير من النابغين، فهذا اديسون الذي اتهم بالغباء والعبث طرد من المدرسة فأعانته أمه على مواصلة طريق العلم والاختراع تراه يقول: أمي صنعتني! انه لم ينسَ أبداً تلك الروح التي كانت توأزره في مسيرته رغم كل منغصات الحياة، والفيلسوف ستيوارت مل كان لزوجته الأثر الواضح على أفكاره فقد وفق إلى امرأة نادرة المثال كان لها أعظم الأثر في نفسه وهي التي أوحت إليه بما جاهر به من المطالبة بحقوق النساء والمدافعة عن قضاياهن .. وقد لعبت أفكار مل دوراً رئيسياً بارزاً في تغيير القوانين الدولية بحق المرأة ..
وإذا عدنا أدراجنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا ان المرأة لعبت أسمى الأدوار في حياة الأنبياء، فهذا موسى (ع) كليم الله تتبادل النساء الأدوار المهمة في حياته فأمه التي أوحي إليها بالقائه في اليم كانت حِجراً آمناً فياضاً بمحبة الله وطاعته، وأخته التي تابعت رحلته في اليم إلى قصر فرعون لتتولى عملية إعادته إلى أمه دون خوف أو تردد، وآسية زوجة فرعون تكون هي السند الواضح له في حمايته ودعمه ..
ولرسول الله (ص) حديث آخر، فهذا اليتيم الذي وجد في حجر أمه محطة الانطلاق الأولى نحو فهم الحياة وإدراكها ثم أشرقت خديجة في مسار حياته الصعبة فكانت بلسماً وشفاءً وأملاً حتى إذا ما أطلت الزهراء (ع) كانت هي الأم الثانية له أو بالأحرى أم أبيها .. سلسلة متواصلة من رموز الحياة التي تسطع فيها صورة المرأة التي تقف وراء نجاح أعظم العظماء ..
كانت المرأة دائماً خلف الستار وربما لأن التاريخ كان ذكورياً في تدوينه، ذكورياً في بناءه فقد أقصيت المرأة عن الواجهة العامة لكي تبقى أسماء الرجال فقط في المقدمة!!
وربما يقول قائل ان أسماء النساء كانت قليلة قياساً للرجال ولعل الأمر يعود إلى نظرة المجتمع إلى المرأة والتراث التاريخي التعس الذي أقصى المرأة عن زاوية الحياة واعتبرها منصة لارتقاء الرجل فحسب .. والأمر أيضاً يعود إلى أن التاريخ دوماً لا يدون الجزئيات وإن كانت ذات تأثير عميق فهو سجل أسماء أعظم الناس نجاحاً وأكثرهم كفاءة وتغافل عن صور الآخرين.


* المصدر : النجاح في عالم المراة






 


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010